يظل كل سلوك يتعارض مع القيم الدينية والحضارية محل رفض واستهجان شريحة عريضة من الناس الذين لديهم غيرة على تكامل الوعي الحضاري ورغبة في تغيير كل سلوك خاطىء يعرقل المسيرة المطلوب العمل بها ضمن أنماط سليمة تتوافق مع نبض حركة السلوك العام لكل المسلمين خاصة إذا تعلق الأمر بما نشاهده هذه الأيام في الحرم الشريف عندما يحضر الكثير من الناس أصنافاً عديدة تمثل معظم أنواع الأكل وبعد الانتهاء منه يترك في أماكن السعي والطواف بما يؤدي إلى عرقلة حركة السير ويترك أثراً سيئاً في النظافة العامة وقدسية المكان وعدم الحرص على أقدس بقعة عند المسلمين قاطبة وفيه خلل على السلوك المطلوب من المسلم الحق ، لأن ذلك ضد الارتقاء بخيارات التعامل السليم أثناء ممارسة الشعيرة الاسلامية بمعيار الغيرة على النظافة التي يدعو إليها الاسلام الحنيف في سياق التحرك بعقلية وبصيرة جماعية وبهدف ازالة كل ضرر لكون المسلم تربى على مبادىء الاسلام الخالدة الجامعة والشاملة في تهذيب السلوك الخاطىء وإعادته إلى ما ينفع الفرد والجماعة ليواكب مفاهيم صحيحة تناسب الحضارة الاسلامية ولذلك مطلوب ترسيخ صياغة جديدة تحد من هذا الأذى المشاهد هذه الأيام في الحرم المكي بالمتابعة والتوعية وحسب آليات تنفذ بشكل دائم من أجل تعزيز الدور المطلوب للعقل المسلم في حسن التصرف واتباع ما ينفع والابتعاد عما يضر وهذا يتوفر عند امتلاك ناصية الادارك من أجل الوصول إلى مرتبة متقدمة من الحرص على منع العوائق التي تشوه دور الممارسة المطلوبة في كل ما يعزز غرس القيم الإسلامية النافعة وطرد ما يخالف السلوك الاسلامي المتبع بحالات عدة ومنها النظافة العامة والتمسك بها وعملياً من منطلق اسلامي وإنساني وهو مطلب علينا نحن المسلمين تجسيده على أرض الواقع بعمق لأن ما يحدث هذه الأيام في الحرم الشريف خاصة بعد وقت الافطار يؤذي مشاعر المسلمين بعد مشاهدة أكوام كبيرة من الأكل متروكة على قارعة طريق المعتمرين ورواد الحرم وهذا رغم وجود عمال النظافة وبراميل ترمى بها بقايا الطعام وكل ما نحتاجه من الذين يحضرون طعاماً إلى الحرم هو أن يكون قليلاً جداً وبعد الانتهاء العمل بمبدأ النظافة والحرص على أطهر بقعة عند المسلمين وتنظيف المكان بسرعة بعد رمي هذه البقايا في البراميل المخصصة للقمامة وكل خطوة في سبيل الخير للمسلمين فيها أجر ومصلحة عامة وتعامل مع النهج الحضاري المطلوب الذي يجب أن يحكم حسن التعامل المستنير من قبل رواد الحرم المكي والقضاء على مثل هذه الظاهرة السيئة التي يتكرر حدوثها في الحرم كل رمضان جديد ولكن لوحظ أنها هذا العام أكبر حجماً وأشد ضرراً لتصبح باحة الحرم عندما يحين الافطار في كل يوم تتحول إلى موائد للطعام الذي فيه كل ما لذ وطاب وبعد الافطار الشهي ينسى أهل المائدة دورهم في تنظيف المكان وهو واجب يفرضه عليهم الالتزام الديني والحضاري كما هو مطلب وطني من المواطن والمسؤول العمل على ضرورة الاهتمام بنظافة قبلة المسلمين قاطبة ومعاقبة كل مستهتر في حق أقدس مكان وبذلك علينا جميعاً نحن المسلمين سكاناً ورواداً من أهل الوطن ومن خارج المملكة الالتزام الصحيح بكل ما يفرضه علينا ديننا الإسلامي في النظافة والسلوك الحسن. والله الموفق إلى الخير والهداية