الاهتمام بالتعليم ليس بجديد على أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، فقد غرس رحمه الله تعالى في نفوسهم هذه الخصلة الحميدة ، وما نراه اليوم من تقدم مطرد في التعليم الداخلي بشتى مجالاته ما هو إلا نمو تلك الغرسة الطيبة ، والحبيب عبدالله كان واضح الرؤيا عندما أعلن خلال رعايته حفل أهالي الطائف في 22 يوليو 2006م عن إنشاء جامعة للعلوم والتقنية حيث قال في كلمته التي ألقاها في ذلك الحفل - يسعدني من هذا المكان أن أعلن عن بدء مشروع رائد من مشاريع المستقبل هو جامعة للعلوم والتقنية ، هذه الجامعة التي ستقام على ضفاف البحر الأحمر..... وستضم من العلماء والموهوبين في الكادر التعليمي من كل أنحاء العالم ، وستكون الجامعة قناة من قنوات التواصل بين شعوب العالم يلتقي بها العلماء ، ومنارة للإشعاع العلمي الذي ستستفيد منها المملكة والأمة الإسلامية ، إننا نعيش في عصر العلم والتقنية ، ولا توجد قوة تسود العالم ما لم تتسلح بالعلم والتقنية ، وهذا ما تعمل الجامعة الفتية على تحقيقه بعون الله تعالى – وقد حقق حفظة الله أحد منجزاته العلمية التي كان يحلم بها منذ 25 عاماً على مساحة تزيد على 36 مليون متر مربع بتكلفة عشرة آلاف مليون ريال بالقرب من بلدة ثول شمال مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر تمنح الحاصلين على الشهادة الجامعية درجة الماجستير والدكتوراه في عدد من المجالات العلمية المتخصصة ، فهذه المكرمة الملكية التي بدأت الدراسة بها يوم السبت 15 / 9 / 1430ه بعد أن ولدت عملاقة ، وأرست قواعدها على أرض صلبة تهتم بالبحث العلمي ، والتطوير التقني ، والابتكار ، والإبداع ، واستقطابها بفضل التوجيهات الحكيمة نخبة متميزة وفريدة من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات الخارجية ، والطلبة الموهوبين والمبدعين بهدف زيادة أعداد الحاصلين على براءات الاختراع ، ورعاية الأفكار الإبداعية والاختراعات وترجمتها إلى مشاريع اقتصادية ، ودعم التنمية الاقتصادية الداخلية ، وتوجيه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة ، فجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إنجاز عظيم لفكر نير يهدف إلى الرُقيْ بالتعليم العالي بمملكتنا الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة ، ودرة تتوسط العقد في منظومة جامعات المملكة ، وفخر لكل عربي أصيل ، وأمل من الآمال بأن يأتي اليوم الذي يعود إلينا ما فقدناه ، ونمتلك ناصية الأمور التعليمية في شتى المجالات العلمية. فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على ما قام به من أعمال لترى هذه الجامعة النور ، وتمارس أعمالها التعليمية العملية الفعلية على أرض الواقع ، والله أسأل أن يجعل ذلك في موازين حسناته. من أقوال الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله (أعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر ، وأن العلم كما يكون عوناً لصاحبه يكون عوناً عليه... فمن عمل به كان عوناً له ، ومن لم يعمل به كان عوناً عليه ،وليس من يعلم كمن لا يعلم ، قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لا يبارك فيه ، والبركة في العمل). همسة : العلم كالأرض لا يمكننا أن نمتلك منه سوى القليل. ومن أصدق من الله قيلاً (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).