بالرغم من أن مستوى التمثيل الكوميدي الطبيعي السعودي الحالي يتمثل في شخصيتين فقط، هما السدحان والقصبي، إلا ان الواقع يتطلب التحسين والخروج الى وضع افضل لتقديم برامج جيدة، وأعتقد ان (طاش 16) لم يكن جميعه جيداً، بقدر ما كانت بعض الحلقات هادفة، الا انه افضل الموجود في السوق كما يقال سعودياً، ويجب على السدحان والقصبي ان يفكرا في برامج قوية ليست موسمية وانما يمكن عرض انتاجهما في أي وقت آخر. اما حلقات (بيني وبينك) واستمرارها الى ثالث سنة، تحتاج الى توقف فعلي، لان المشاهد اصابه الغثاء من تقديم هابط، لا يرتقي حتى لمستوى MBC القناة التي عرفت بالجودة والتقدير لما تقدمه للمشاهد، وحقيقة تلقيت اكثر من رسالة تنقد MBC لهذا التقويم السيء الذي لا يتناسب ومكانتها وسعة انتشارها، وهذا سوف يؤثر على مشاهديها مستقبلاً فتقديم افراد يدعون التمثيل، وهم في حقيقتهم كأشباه المهرجين والارجوزات المعروفين في أعمال السيرك لا يمكن قبوله لدى مجتمع واعٍ عُرف بقبوله للأشياء الطبيعية اكثر من التصنيع وصور الاحتيال التي رآها المشاهد في شهر رمضان الحالي. صحيح اننا في أشد الحاجة الى تشجيع المواهب والقدرات الذكية في مجتمعنا، الا ان هذه الشرائح التي تدعي الكوميديا او التراجيديا تحتاج الى وقت، والى اجراءات والى اختبارات وتقييم لمعرفة مدى استحقاق انتاجهم للعرض من عدمه؟! فنحن نعرف بأن عادل امام لوحده وطبيعته حاليا يعد من الممثلين الناجحين كوميديا وتراجيديا فماذا لو اجتمع مع النخبة من أمثاله في اداء فيلم او مسرحية او مسلسل .. الخ وقد بدأ عادل امام من الصفر حتى وصل الى ما يسمى بالقمة واصبح له جمهوره محلياً، بل عربياً لا يمكن ان يغفر له خطأ لو تم ارتكابه، كأمثال عادل خيري، ماري منيب، او اسماعيل ياسين، أو المليجي، أو مظهر، او شريف.. الخ من الاسماء القديمة والجديدة البارزة او غيرها.. نجوم السينما والمسرح الاجنبي في أميركا واوروبا. ان القضية التي نعاني منها هي مسألة التهريج والمبالغة والتصنع غير المقبولة في مجتمعنا، حتى اضحى كل من لم يجد وظيفة يتجه الى التمثيل في صنعة في غير محلها، لان التمثيل فن، وقدرة، وموهبة، وثقافة وعلم ومهارات، يجب ان يمتلكها الممثل والا باب المهرجين له مجالات اذا اراد بعض هؤلاء الاتجاه اليه في أسهل الطرق وأقلها قيمة. ان اشباع المشاهد بأداء جيد وفكرة رائعة، وأحداث لها أهميتها في معالجة بعض قضايا المجتمع هي من متطلبات الوقت واستغلال الفرص للوصول الى الهدف، ولابد من تقييم واقعي من مؤسساتنا الاعلامية والتعليمية والثقافية، وحتى القنوات الفضائية اداراتها لهذه الأعمال، ومن يقومون بها من اجل عمل جيد، ورائد للفائدة العامة، والله من وراء القصد .