من أكبر ما يظهر فساد أصحاب الفكر الضال المنحرف نهجهم القائم على القتل والاغتيالات بل وقتل أنفسهم في معارضة صريحة مع نصوص القرآن الكريم (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً) فهذا النهج ومنذ عصور التاريخ الاسلامي الأولى لم يعرف أن هناك من عمل به ..ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة ، فقد حذر النبي الكريم من قتل النفس ولم يرد في أي فترة من فترات التاريخ الاسلامي فتوى تبيح قتل النفس ..وكيف يقدم إنسان على قتل نفسه بل وقتل قومه وبني جنسه ويزعم بعد ذلك أنه يأمل في دخول الجنة..أي فساد في الفكر أعظم من هذا وأي ضلال أكبر من هذا ..والمتتبع لسيرة هؤلاء من أصحاب الفكر الضال المنحرف يرى أن كل أعمالهم إساءة وتشويه لسماحة هذا الدين العظيم الدين الاسلامي وشريعته الغراء القائمة على مباديء المحبة والاخاء والتسامح..ومما يؤسف له أن معظمهم من الشباب الذين كان يمكن أن يكونوا سنداً وعوناً لوطنهم لو سلكوا طريق الحق والرشاد ..ولكن المتربصين بالوطن اختطفوهم في وقت مبكر وملأوا رؤوسهم بأفكار لاعلاقة لها بالاسلام ومن هذه الأفكار النهج الانتحاري القائم على قتل النفس وقتل الآمنين من عباد الله وترويعهم وبحسب أولئك الضالين أن هذا النهج من عمل الاسلام وأنه يقودهم مباشرة إلى الجنة والحور العين. إذن المسألة انحراف فكري يتطلب مواجهة فكرية مبكرة لتبصير الشباب صغار السن بمبادىء الاسلام الصحيحة وهي مهمة تقع في الأساس على كاهل الدعاة والمفكرين ورجال الاعلام وأساتذة الجامعات والمدارس للتنوير المبكر..وعلى قدر ما تتسع التوعية تضيق مساحات الفكر المظلم فالأمن الفكري هو الأساس. ونأمل أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة استنفار واسعة وسط جميع أبنائنا حتى تتكامل الجهود الدعوية والتوعوية مع الجهود الأمنية في استئصال شأفة الارهاب وتجفيف منابعه ومصادره.