في العشرين من شهر أغسطس الجاري يتوجه الناخبون الأفغان إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد بالانتخاب المباشر للمرة الثانية في التاريخ، حيث تشير التوقعات إلى فرصة أكبر للرئيس الحالي حامد كرزاي وإلى وزير الخارجية السابق عبدالله بن عبدالله ووزير المالية السابق أشرف غاني باعتبار أنهم الأوفر حظاً للفوز بانتخابات الرئاسة وإن كانت التوقعات تشير إلى أن الفوز الحاسم يحتاج إلى جولة اعادة ولن تحسم الجولة الأولى الانتخابات حيث من المستبعد أن يحقق أي من المرشحين الأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى. غير أن المشكلة الكبرى التي تواجه هذه الانتخابات هي التهديدات الصادرة من حركة طالبان والتي أعلنت في اخر تهديد لها أنها ستستهدف مباشرة مراكز الاقتراع وحذرت من المشاركة في العملية الانتخابية ومع التصعيد المتنامي في عودة حركة طالبان فمثل هذه التهديدات ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد.. نعم القوات الدولية قد توفر حوالي مائة الف من العسكريين كما أن أكثر من مائتي الف من القوات الأفغانية سيشاركون في تأمين العملية الانتخابية ..ولكن رغم هذا العدد الكبير فإن الانتخابات لن تكون معبرة تماماً عن رغبة الشعب الأفغاني ، وإن كانت هي الخيار المتاح الآن فالبشتون الذين ينتمي إليهم حامد كرزاي يمثلون الأغلبية ولكن هذه الأغلبية ستكون محرومة من المشاركة الحقيقية لأن أغلبها في مناطق تسيطر عليها طالبان وحتى مراكز الاقتراع خارج طالبان فهي غير مأمونة بعد أن أعلنت طالبان أن مسلحيها تلقوا الأوامر باستهداف مراكز الاقتراع. إذن هذه انتخابات مستهدفة ولكن تهديد طالبان لا يعني تعليق الانتخابات فسوف تجري العملية الانتخابية من خلال المراكز التي يتوفر فيها الأمن وقد تنجح طالبان في استهداف بعض المراكز ولكنها لن تنجح في عرقلة الانتخابات بصورة نهائية فهناك تصميم على اجرائها.