قتل عدد من الجنود الباكستانيين بهجوم استهدف موقعهم في وادي سوات بعد يوم واحد من دعوة رئيس الوزراء إلى إعادة النظر في الإستراتجية الوطنية لمكافحة ما يسمى بالإرهاب، وقرار الرئيس الباكستاني رفع حظر ممارسة النشاط السياسي في منطقة القبائل المتاخمة للحدود مع أفغانستان. فقد أكدت مصادر عسكرية باكستانية أن ثلاثة جنود باكستانيين قتلوا السبت في هجوم انتحاري بواسطة سيارة ملغومة على حاجز للجيش في قرية والي آباد ببلدة تشارباغ في وادي سوات. وأضاف قائد شرطة وادي سوات إقبال محمد -الذي أكد وقوع الهجوم- أن خمسة أشخاص آخرين غالبيتهم عسكريون أصيبوا بالحادث. يذكر أن الجيش الباكستاني يواصل عملياته العسكرية منذ أبريل الماضي في وادي سوات للقضاء على حركة طالبان باكستان بعد انهيار اتفاق تطبيق الشريعة في الوادي وتقدم مقاتلي الحركة جنوبا باتجاه العاصمة إسلام آباد.وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن هذه العمليات أسفرت حتى الآن عن مقتل 1800 مسلح من حركة طالبان و160 جنديا وضابطا في الجيش الباكستاني وتشريد أكثر من مليون شخص بدأت الحكومة الشهر الماضي برنامجا واسعا لإعادتهم إلى قراهم. ويأتي الهجوم على حاجز الجيش في والي آباد بعد يوم من دعوة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى تغيير الإستراتيجية الوطنية لمكافحة ما أسماه الإرهاب وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لاستقلال باكستان. وقال جيلاني إن (الحل الدائم للإرهاب يتمثل في مواصلة الجهود الرامية إلى تغيير تفكير الناس ومواقفهم إزاء العناصر التي تستغل الدين الإسلامي) معتبرا أن العملية العسكرية الجارية في وادي سوات ومنطقة ملكند تمثل التزاما ثابتا من قبل الحكومة للقضاء على جميع المشاكل التي تهدد المصير الديمقراطي للبلاد. وجاءت تصريحات جيلاني بالتزامن مع أنباء بشأن استعداد القوات الباكستانية لشن هجوم ضد معقل بيت الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان الذي قالت مصادر أمنية باكستانية إنه قتل بغارة أميركية استهدفت الأسبوع الماضي منزلا في قرية بمنطقة القبائل جنوب وزيرستان. وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الجمعة إلغاء الحظر المفروض على ممارسة النشاط السياسي في الحزام القبلي للبشتون على الحدود مع أفغانستان في خطوة تهدف لتخفيف حدة سيطرة الجماعات المسلحة على المنطقة.