تظل المعاناة تزيد كل عام لدى العديد من المواطنين عند فتح أبواب القبول في الجامعات السعودية لطلاب وطالبات نهاية التعليم العام ومن حق الجميع من خريجي الثانوية العامة الحصول على مقعد للدراسة الجامعية وهذا يستدعي مواكبة عملية التخطيط المتقن من قبل الجامعات وكل جامعة في المنطقة التي تقع فيها من أجل اعادة بناء استراتيجية محددة هدفها استيعاب جميع الطلاب والطالبات في جميع التخصصات كل طالب حسب قدرته بشكل عادل وأمين بعيداً عن الواسطة والمحسوبية فمن حق أي مواطن أن يحصل على أمنه في الحياة في بلده العظيم أمنه الصحي والتعليمي والوظيفي وأمنه في الحماية من كوارث الزمن والحاجة ونحن ولله الحمد دولة دستورها الإسلام منهج خالد يطبق على حياة الناس فما أسباب تعثر قبول معظم الطلبة والطالبات في دخول الجامعات السعودية وكذلك معاهد ما بعد الثانوية العامة. أجد أنه من المؤكد ان أسباب ذلك يرجع في الدرجة الأولى إلى سببين رئيسيين هما عدم وجود خطط تبنى على احصاء خريجي وخريجات المدارس الثانوية كل عام واحصاء سكاني مستقبلي والاستعداد لمواجهة الازمات التي تحدث من عدم تلبية مطالب الناس وأين دور الجامعات ووزارة التخطيط ووزارة المالية في دعم خطط البناء للمستقبل والاستعداد للحاضر؟ وكيف يترك هذا الوضع يتزايد تصاعدياً ضد مصلحة المواطن المستفيد الأول من الخدمات المقدمة إليه من القطاعين الحكومي والأهلي معاً؟ ويجب أن تحكم هذه الخدمات عناصر الجودة والاتقان مع تلبية مطالب الجميع دون عجز أو تهاون أو نقصان في الحقوق المستحقة والتعليم هو في الاصل ضمن اهتمام دولتنا الرشيدة أتيح للجميع في مختلف مراحل التعليم العام فكيف لا يتاح للجميع الحصول على التعليم ما بعد التعليم العام؟ ولماذا الخلل وعدم التوازن بين التعليمين العام والعالي؟ واين الدراسات والخطط السابقة في هذا المجال وفق الخطط الخمسية والعشرية سابقاً؟ أما السبب الثاني الذي يعرقل مسيرة بعض الطلبة والطالبات في دخول الجامعات ومعاهد التعليم العالي فانه الاخطر والأمر في حياة جميع طلاب وطالبات الثانوية العامة وهو ما يسمى اختبار القياس والقدرات الذي وجه إلى أبناء وبنات هذا البلد دون غيرهم كصخرة كبيرة وضعت في طريقهم لتسد منافذ ومسالك طريقهم إلى الباحة الكبرى الهدف والغاية وهي باحة التعليم الجامعي فقد عرقل ما يسمى اختبار قياس القدرات مسيرة طلابنا وطالباتنا لتحقيق أهدافهم وكأن هذا الاختبار هو الاصل في التعليم دون غيره فلا عبرة للمنهج الدراسي الرسمي الذي يدرسه الطلاب خلال اثني عشر عاماً وهناك العجب العجاب في افرازات هذا الاختبار الذي لا يعتمد منهجاً دراسياً وهدفه بصراحة وصدق مادي بحت فمن أين جاء هذا المسمى اختبار القدرات والتحصيل والقياس؟ وعلى أي أساس بني وقد قفز على المنهج الدراسي الرسمي الحكومي؟ وهل يوجد مثله في دول أخرى؟. والله الهادي إلى سواء السبيل.