لا أعرف بداية ماذا أقول وماذا أكتب!! وقد تزاحمت كلمات الأحزان على خاطري بفراق الأحبة والخلاّن . فقد نعى إلينا الناعي رحيل الأديب والشاعر والداعية والرحالة الحبيب السيد محمد الحداد ابن صاحب الدعوة والإرشاد العالم الداعية الحبيب احمد المشهور الحداد , ذلك العالم الذي يعود إليه الفضل بعد الله في نشر الإسلام في ربوع شرق إفريقيا ولا سيما كينيا وما حولها من مدن وقرى . وشهرته اكبر من ان تسطر بكلمات لا تفيه حقه من الإكرام والتبجيل . فقد أكرمني المولى عز وجل أن الحق هذه البركات وأتعرض لهذه النفحات فقرأت عليه كتابه (مفتاح الجنة) الذي قدم له الراحل السيد محمد عليه رحمة الله وبعض كتب الإمام الحداد رضوان الله عليه. أما أستاذنا السيد محمد فهو الابن الثاني بعد السيد حامد وقبل السادة علي وعبدالقادر وحسن حفظهم الله , فقد أفنى السيد محمد الحداد حياته في طلب العلم والأدب والرحلة من خلال عمله في رابطة العالم الإسلامي لأكثر من خمسة وعشرين عاما , إذ لحق وعمل مع الأكابر والفضلاء أمثال : الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ صالح قزاز الذي كان على صلة قوية بوالده العالم والداعية العلامة الحبيب احمد المشهور الحداد فقد كانت له حظوة وعناية خاصة , والشيخ محمد علي الحركان الذي في عهده رحل وارتحل الراحل لأجل الدعوة إلى الله لاسيما في إفريقيا مع الشيخ الصواف حيث كان يشغل سكرتير المنظمات الإسلامية في رابطة العالم الإسلامي. أما عن علاقة آل الحبيب احمد المشهور الحداد وأبنائه مع السيد علوي مالكي فكبيرة ومتينة وتوطدت أركانها مع شيخنا العلامة السيد محمد علوي مالكي الحسني الذي تعلمنا منه كيف يكون الاحترام والتقدير لأهل الفضل والعلم والأدب ولاسيما آل بيت النبوة . أما حبه للأدب فقد قرأه على والده حتى برع في فنونه فقدم لكتاب (سطور على اليّم) للشيخ الأديب علي ابوالعلا رحمه الله , وكانت له مشاركات في منتداه ومنتدى الشيخ الأديب عبدالمقصود خوجة إما كلمة أو شعرا , بجانب علاقاته ومشاركاته في فعاليات نادي مكة الأدبي أيام الشيخ الأديب إبراهيم فوده عليه رحمة الله . وللأديب الراحل عدة كتب منها : (إفريقيا بين التوحيد والتثليث) و( القضاء في الإسلام) و(الحمام في خمائل الشعر) مخطوط جمع فيه كل ما قيل عن الحمام شعرا ونثرا من طرائف ونوادر ولعل الله ييسر بطباعته في أحد أنديتنا الأدبية وفاء وتقديراً له , بجانب أن له العديد من المقالات الصحفية والدراسات الدعوية في إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة . فرحم الله العم الحبيب السيد محمد الحداد رحمة الأبرار واسكنه أعالي الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعزاؤنا لابنه الفاضل السيد عبدالله وأخواته وإخوانه وأحبابه وآل بيته ولله ما أعطى ولله ما اخذ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلّي العظيم .