من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت لاحق حيث يتوقع أن تتناول المباحثات اتفاقية التعاون الإستراتيجي الموقعة بين البلدين إضافة إلى الوضع الداخلي في العراق عقب انسحاب القوات الأميركية من المدن.وكان المالكي قد غادر العراق الثلاثاء في زيارة رسمية هي الثالثة التي يقوم بها للولايات المتحدة منذ توليه منصبه عام 2006 والأولى منذ تولي أوباما رئاسة الولاياتالمتحدة مطلع العام الحالي.ويرافق المالكي في زيارته وفد رسمي كبير يضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية إضافة إلى شخصيات أخرى، علما بأنه سيستهل أنشطته بزيارة نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتباحث معه بشأن سبل إخراج العراق من طائلة البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية. ويقول مراقبون إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة لكونها تأتي بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو الماضي، وعلى خلفية الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008، فضلا عن كونها تأتي قبل أشهر معدودة من الانتخابات العامة في العراق. ويتوقع أن تكون قضية المصالحة السياسية العراقية حاضرة على جدول المباحثات حيث تشعر إدارة أوباما بالقلق لعدم تقدمها، غير أنها لم تضع للمالكي أهدافا سياسية يلتزم بتحقيقها كما فعلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقال مسؤول أميركي لرويترز إن واشنطن لن تملي على العراقيين ما يجب عمله، مؤكدا أن التركيز الأميركي هو على وجود شراكة شاملة طويلة المدى تتخطى الجوانب الأمنية. وتقول رويترز إن المسؤولين بالعراق والولاياتالمتحدة يأملون إظهار أن العلاقات بين البلدين انتقلت إلى مرحلة جديدة تشهد تركيزا على التعاون غير العسكري وذلك تمهيدا لانسحاب أميركي كامل من العراق يفترض أن يتم بنهاية عام 2011. وسيكون للجانب الاقتصادي نصيب مهم في الزيارة حيث يتوقع أن يلتقي المالكي مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر، كما يحضر مؤتمرا للاستثمار، ضمن سعي حكومة المالكي إلى اجتذاب المستثمرين الأجانب ضمن جهودها لإنعاش اقتصاد تجمد بفعل عقود من العقوبات والإهمال والحرب.