الشباب المسلم في أوروبا الشرقية في حاجةٍ ماسة للعناية والتوجيه، والأخذ بيديه إلى طرق الاستقامة والإعتدال، وبعد انتهاء فترة الحرب البوسنية، بدأت بعض المنظمات والمؤسسات، تخترق حياة هذا الشباب وتعمل على غرس النمط والطبيعة الغربية في حياته، ونشر الإباحية والتحلل ليتجرد من الخلق والقيم الراشدة النبيلة التي يدعو إليها دينه وعقيدته التي لا يعرف عنها شيئاً، ومن ثم سارعت الندوة العالمية لتوجيه هذا الشباب، في محاولة منها لمد يد العون، وتقديم ما يمكنها لتوجيهه وتوعيته، وحول جهود الندوة في أوروبا الشرقية كان لنا هذا الحوار مع (زهدي بن بكر عادلوفيتش)، ممثل الندوة في أوروبا الشرقية وعضو مجلس أمناء الندوة. | ما المقصود بدول أوروبا الشرقية؟ || أوروبا الشرقية مصطلح قديم يطلق قديماً على الدول التي كانت تقع تحت الحكم الشيوعي وهي يوغوسلافيا السابقة والمكونة من (6) جمهوريات هي: سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، صربيا، الجبل الأسود، مقدونيا، بالإضافة للمجر والتشيك وسلوفاكيا، بلغاريا، رومانيا، بولندا، والمجر وألمانيا. | ما الذي تختلف فيه الدول الأوروبية الشرقية عن غيرها من دول أوروبا الغربية؟ || الإختلاف في نسبة المسلمين بها إلي يعد بنسبة 50% بخلاف الدول الغربية كما أن المسلمين في البلقان بالتحديد هم السكان الأصليون للبلاد، أما المسلمين في الدول الأوروبية الغربية، فهاجروا إليها للعمل واستقروا بها. | كم مكتباً للندوة في أوروبا الشرقية؟ || للندوة (4) مكاتب في البوسنة وألبانيا، وكوسوفا، و ذلك لتمركز المسلمين بها، والمكتب الرابع في البلقان و بولندا وبقية الدول بها مناديب تنفذ مناشط الندوة. | الندوة تحرص على تزويد الشباب المسلم بالعلم فما جهودها لديكم في هذا الميدان؟ || شبابنا يحتاج للمساعدة والتوعية والندوة ببرامجها تعمل على تكوين شباب متمكن علمياً وخلقياً، وهي مهمة صعبة في هذه البلاد التي كانت تحكمها الشيوعية عدوة الأديان، ومن أبرز ما تقوم به الندوة، هو تقديم المنح الدراسية للشباب، حيث قدمنا هذا العام حوالي (200) منحة دراسية بالإضافة لمبلغ إعانة شهري، وكم هي الصورة طيبة حينما نرى طلاب المنح الذين كفلتهم الندوة اليوم من صار منهم الأطباء ورجال الأعمال والمدرسين بالجامعات، كما اشترطنا أن تكون المنح الدراسية للجامعات العلمية غير الشرعية، حتى يتعرف هؤلاء الشباب على دينهم. الملتقيات الشبابية | الملتقيات الشبابية تنفذها الندوة للشباب في أكثر من دولة نظراً لآثارها التربوية الطيبة على سلوكياتهم وأخلاقهم، فهل ترى ضرورتها لديكم؟ || الشباب يحتاج إليها بشدة، ويجدون فيها استفادة طيبة إذ تقدم لهم فيها دورات متخصصة يكتسبون منها المهارات المختلفة، وتساعدهم في الحياة الوظيفية، ويقوم بإلقائها مدربون متخصصون، هذا بخلاف المحاضرات والندوات السلوكية والثقافية العلمية التي تفيدهم. | نظراً لحاجة شبابكم لكثير من الجهود فإنه يتطلب عليكم التعاون مع الغير حتى تتحقق الإفادة المنشودة؟ || نقوم بدعم ومساعدة الجمعيات الشبابية ونشاركهم في المشاريع التي نرتضيها منهجاً ومضموناً، ونقدم لها مساعدات عينية كاستئجار مكتب وبعض المناشط كالندوات والمحاضرات والدورات، ونهدف بذلك، أن تتحمل هذه الجمعيات في المستقبل أعباء الدعوة والعمل الشبابي بجوار الندوة. | الندوة تحرص على إنشاء مراكز للتدريب والتأهيل، التي تستقطب الشباب لينمي مواهبه، ويكتسب مزيداً من المهارات؟ || الندوة شيدت بالبوسنة (مركز د. مانع الجهني الثقافي) الذي يضم فصول دراسية وسكن طلابي ومكتب الندوة، وقاعات محاضرات، ويعتبر مقراً إقليمياً للندوة كلها بأوروبا الشرقية، ويهدف إلى تخريج مدربين من شباب المنطقة، الذين يتدربون به ويتلقون المعارف الكثيرة من خلال الدورات التخصصية في مختلف المجالات، وقدم حتى الآن (20) دورة، تضم كل دورة من 20إلى 30 ، ويعطي شهادات معتمدة من وزارة الثقافة والعدل بحيث تؤهل الشباب لفرص العمل فالمركز له سمعة طيبة، ودور كبير ويسعى الكثيرون إليه. بناء المساجد | في وقت الأزمات والكوارث تسارع الندوة بجهودها الإغاثية هلا حدثتنا عن جهودها أيام الحرب بالبوسنة؟ || كان لها نشاط في التعريف بالقضية من خلال المحاضرات والديوانيات، وهي من أول المؤسسات التي دخلت للعمل بالبوسنة بعد الحرب، حين تراجع الدعم من قبل كثير من المؤسسات الخيرية الأخرى، حيث كانت الحاجة ملحة لها بعد الحرب.. ومن أول جهودها بناء المساجد (8) في البوسنة ومسجدين في ألمانيا و (3) في كوسوفا. | حدثني عن أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب المسلم في أوروبا الشرقية؟ || انتشرت الإباحية والتحلل الخلقي والسير الحياتي على النمط الغربي، وطريقة التفكير، وأصبح الكثيرون منهم بلا هدف وغاية، ولا يعرف شيئاً عن ثقافته وتاريخه، وهم في حاجة لبناء فكري معتدل، كما يوجد بعض الأفكار المتشددة التي دخلت إبان الحرب، والندوة تسعى جاهدة في دعم المشيخات والإذاعات وتقدم الكتب الفكرية، وتقدم الفكر الوسطي المعتدل. | التحلل الخلقي والسير على النمط الغربي قد لا ينشط ويزيد إلا إذا كان وراءه من يدعمه وينشره؟ || هناك نواد ومنظمات غربية غير حكومية تقدم مساعدات مالية وعينية، ينشرون التحلل والحفلات الماجنة والمراقص والملاهي الليلية، ويدعمون المدارس التي تسير بالطريقة الغربية في طرازها، ولا ينشئون شيئاً لنهضة البلاد. حملات التنصير | ما هي أكثر المناطق عرضة لنشاط هذه المنظمات؟ || أكثر البلاد التي تعرضت لهذه الحملات هي ألبانيا لكثرة نسبة النصارى بها الذين يمثلون 40% والمسلمون 60% حيث ينشط التنصير فيها بقوة، والكنائس صارت أكثر من المساجد، والكنيسة الكاثولوكية جعلت من ألبانياً مركزاً لنشاطها ونواةً للعمل التنصيري، فهناك مجمّعات شبابية يقيمونها في الفنادق والبحيرات بميزانيات ضخمة، ويجمعون الشباب من أوروبا الشرقية كلها في مدينة ( اشكودرا) ويربونهم بطريقتهم. | الكثيرون من المسلمين لا يعرفون معالم دينهم، فهل كان للكتب والنشرات الدينية التي وزعتها الندوة دورها في التعريف بالإسلام؟ || كان للندوة باع كبير في هذا النشاط الدعوي، حيث نشرت ترجمت الكتب بالبوسنية والكرواتية، وخاصة أيام الحرب ، ووقع الاختيار على الكتب الجيدة في التعريف بالإسلام في العقيدة والأخلاق والسيرة، ووصلت لشريحة كبيرة، وكان لها أثرها الطيب، في التعريف بالكثير من المجهول عن الإسلام. | الشباب المسلم لديكم يحتاج للدعم ولكن أغلب المتبرعين حينما يسمع لفظ أوروبا، لا يمكن أبدا أن ينفق ماله ويعزف عن التبرع؟ || دول أوروبا الشرقية فقيرة جداً أجهدتها الشيوعية، ومستوى الحياة العامة بها متدنٍ للغاية، ولا توجد رعاية اجتماعية، ونسبة البطالة بين الشباب كبيرة، ولا يوجد شيء من المؤسسات الخيرية، ولا يأتي دعمٌ من المسلمين، بعكس النصارى المكفولين من دول أوروبا الغربية، وهناك فرق كبير بين أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية، فالغربية دولها قوية، ومن لا يجد العمل بها يجد الرعاية الاجتماعية والمعونة الحكومية. | وضح لنا كيف تعتنون بالمرأة؟ || نركز على العمل النسائي، واشترطنا منذ (5) سنوات أن تكون نسبة الفتيات مساوية لنسبة الشباب في كل المناشط التي تنفذها الندوة، حتى بدأ الوعي الأخلاقي والديني يجد مساحة طيبة بين الفتيات وأصبح الحجاب الديني منتشراً ولكنه ليس غالباً، وهو مالم يكن موجوداً في العهد الشيوعي. | ما هي طموحاتكم المستقبلية؟ || نتمنى أن يكون للندوة مبنى تمتلكه يتضمن فصول دراسية وقاعات تستوعب العمل الشبابي، وكذلك سكن طلابي لطلاب المنح حتى نستطيع تقديم برامجنا التربوية ونسهم في تفعيل رسالة الندوة في عنايتها بالشباب المسلم، ونأمل من الندوة أن تعتني بتقوية ودعم المشيخة الإسلامية المحلية لأنها إذا قويت استطاعت أن تقدم الكثير فهي مقبولة محلياً وهناك مساجد بنيت لا أئمة لها ولا تقدر المشيخة على توفير رواتبهم.