وصلتني رسالة عبر البريد الالكتروني من شاب حصل على الشهادة الجامعية مؤخراً يقول فيها: (تربيت داخل اسرة مكونة من أب وأم وعدد من الاخوة والأخوات، وكنا لا نرى والدنا الا نادراً حيث كانت الوالدة تقوم بدور الأم والأب وبتوفير كل متطلبات الاسرة وفي حالة وجود الوالد نجده لا يبرح غرفته التي اختارها له ولأصدقائه الذين جعلوا من بيتنا فندقاً يجتمعون فيه، وبعد أن كبرنا بدأنا نكتشف ماذا كان يفعل الوالد واصدقاؤه حتى انتهى بهم الأمر خلف القضبان.. وكبرنا وكبرت الأخوات.. ولكن الذي يؤلمنا جميعاً انه كلما طرقت باباً لاكمال نصف ديني أجد الرفض لأنني ابن المدمن والسجين فلان.. وأما الاخوات فقد أصبحن عانسات بسبب ان والدهن مدمن وسجين فماذا نفعل؟ وما هو ذنبنا؟. ويضيف لماذا لا تكتبون عن مثل هذه المعاناة التي نعيشها لعلنا نجد من ينصفنا ويرحمنا من ذنب لم نقترفه!!). وحيال هذه المعاناة التي أصبحت متفشية في مجتمعاتنا اقول : لقد حث الاسلام الحنيف على المبادرة الى الزواج مخافة الفتنة، بل قرر العلماء وجوب الزواج لمن خاف على نفسه ذلك أو ظنه، حيث يلزمه اعفاف نفسه وصرفها عن الحرام والعياذ بالله وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول (لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام لتزوجت مخافة الفتنة) وكان السلف الصالح يقولون (ليست العزوبية من أمر الاسلام ومن دعاك الى ترك الزواج فقد دعاك الىغير الاسلام)، ويستحب لمن اراد الزواج أن يقدم على ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء) أي وقاية. ومن هنا أقول ايضاً لا يمنع من الزواج من ابتلي بقريب منحرف بأي نوع من أنواع الانحراف وليس من أركان الزواج ولا من شروطه سلامة الأقارب كلهم أو بعضهم من الوقوع في الخطأ وكل بني آدم خطاء. والسؤال الذي أود طرحه هنا هو: لماذا تطارد هؤلاء الابناء نظرات دونية وتطولهم وصمة عار تجعل منهم اشخاصاً منبوذين في المجتمع؟!. أليس من حقهم أن يكملوا نصف دينهم؟! وما هو الذنب او الجرم الذي اقترفوه هنا؟!. فهل انتسابهم لعائلة المدمن الذي قبض عليه وزج بالسجن يدفعون ثمنه؟!. انني أقول لمن هم على هذه الشاكلة اتقوا الله عز وجل فما ذنب الفتى او الفتاة في أعمال لم يرتكبوها إطلاقاً.. لقد قال المولى جل وعلا في كتابه الكريم (ولا تزر وازرة وزر أخرى). حق الرّد: | الأخ : أبو فهد.. طلبك يحتاج إلى اثباتات لكي يناقش موضوعك وشكراً. | الأخت: هياتم: سبق وأن كتبت عن الموضوع الذي تحدثتِ عنه.. شكراً لك. همسة: الضحكة.. أعظم سلاح تكافح به الحياة وتهزم به عدوّك .