مع صوت الآذان .. احتفل الآلاف من أفراد الجالية المسلمة بتدشين تاريخي للمركز الحضاري الإسلامي في قلب مدينة بوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعتبر هذا المركز الذي يمتد على مساحة 7000 متر مربع بتصميمه الإسلامي البديع سابقة إسلامية في الولاياتالمتحدة، ليس فقط في تصميمه أو موقعه، إنما أيضاً في مضمونه كنموذج حي لرسالة الإسلام العالمية لتصل إلى أطراف المعمورة من شرقها إلى غربها. وجاء هذا الافتتاح بعد حوالي عشرين عاماً من العمل الدؤوب لأفراد الجالية المسلمة في ولاية ماسيتشوسيس، والتي تربو عن 50.000 من الجنسيات المختلفة وبحضور ممثلين رسميين من الحكومة الأمريكية، حيث حضر الافتتاح الرسمي أول عضو مسلم في الكونجرس (كيث إليسون)، وعمدة بوسطن (توماس مينينو). وتأتي أهمية موقع المركز الحضاري الإسلامي بتمركزه في قلب مدينة بوسطن، وعلى قرابة 10 دقائق عن كل من جامعة هارفارد العريقة، جامعة ماسيتشوسيس لتقنية المعلومات MIT، جامعة بوسطن، وعلى بعد 15 كلم عن 50 جامعة أخرى. ويتسع المركز ل 3000 مصل، ويضم مكتبة متكاملة، مركزاً لحوار الأديان وقاعات متعددة للنشاطات الاجتماعية والمؤتمرات والمحاضرات مجهزة بأجهزة عرض مرئي. كما يميز المركز منارته ذات ال 42 متراً والتي ترى من أطراف مدينة بوسطن لتكون علامة فارقة في المدينة. حضر حفل التدشين السيد (كيث إليسون) أول عضو مسلم في الكونجرس الأمريكي ممثلاً عن الرئيس أوباما، والذي ألقى كلمة خلال الحفل أكد فيها على أهمية دور هذا المركز في تجسيد الحرية الدينية كحق مكتسب لكل مواطن أمريكي على اختلاف عرقه أو جنسه. ومن جهته خاطب حاكم ولاية ماسيتشوسيس (ديفال باتريك) الحاضرين من خلال رسالة تلفزيونية أكد فيها على دعمه هذا المشروع منذ انطلاقه واصفاً إياه (محطة مهمة) في تأصيل ضمان حرية الأديان في الولاياتالمتحدة. وعندما قص (توماس مينينو) عمدة بوسطن شريط الاحتفال قال (إني فخور بوجودي معكم اليوم). وأوضح الدكتور وليد أحمد فتيحي عضو مجلس أمناء المركز الحضاري الإسلامي بهذه المناسبة قائلاً (بفضل الله سبحانه وتعالى نجح هذا المشروع الحيوي في إبراز النموذج للدور المتكامل الذي يجب أن تقوم به المراكز الإسلامية في الغرب، وذلك من خلال شمولية رسالته وبشراكته الحقيقية للجالية المسلمة مع الجهات الرسمية والمدنية ممثلة في عمدتها، ليكون جزءاً من نسيج المجتمع ويقدم دوراً أبعد من اقتصاره على تأدية الشعائر. والحمد لله يعتبر هذا المشروع نموذجاً يسلط عليه الضوء من قبل الإدارة الأمريكية حيث يمثل فيه مفهوم حوار الأديان المؤكد عليه في القرآن الكريم (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، وما جاء ذلك إلا بفضل الله ثم بإيمان المجموعة القائمة على هذا المشروع لعقدين من الزمان حافلة بالتحديات المختلفة).