الشباب هم النسبة الأكبر في تعداد السكان بالعالم العربي كما أنه يمثل قطاعاً هاماً في كافة المجتمعات والشباب عليهم العبء الكبير في خدمة مجتمعهم وتنميته وتطويره والوصول به إلى بر الأمان فالشباب هم عنوان الطموح والأمل والحلم وعدة الأمة وسلاحها ولكن مشكلة الشباب تبدأ عندما ينعدم لديهم عدم تحقيق الطموح نتيجة التحديات الثقافية والفكرية والعقدية وحتى السياسية مما يؤدي إلى تهديد مستقبلهم. ولعل هذه الفئة هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه والداعون إليه. لذلك فالجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي مع هذه العولمة وأدواتها الحاسب والانترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول ايدي الشباب بسهولة بينما الاجيال الأكبر سناً معضلة لا حل لها وإذا كان الشباب أكثر الفئات تضرراً من الافرازات السلبية لعصر العولمة فإن اخراجهم من أزمتهم هو مسؤولية الكبار الذين يقدمون لهم المفاتيح لفهم العالم والتعامل معه ومواجهة التحديات بتدريب الشباب على أساليب التفكير الحر الذي يستوعب المشكلات ويستنبط الحلول واتاحة مساحة من الحرية لهم للتعبير عن أنفسهم .. كما أن واقع الشباب يكشف لنا مدى عزوفه عن المشاركات الاجتماعية فشبابنا يسعى خلف الإعلام الخارجي باحثاً عن الحقيقة والتي بدأ يشك في صدقه في إعلامه الرسمي متصوراً أنه سيجدها عند الآخر وهذا بداية الانسلاخ الثقافي وفقد الثقة في ثقافته ومؤشراً إلى سهولة سقوط تحت تأثير الإعلام المعادي له ولوطنه كما أن الكبار في عصر يقوده الشباب لن يتمكنوا من ضبط الحياة دون الشباب ومشاركيهم كما ان المجتمعات التي تتعرض للتغيير السريع لا يعود للآباء فيها ما يملكون ان يقدموا لابنائهم لضعفهم أمام الواقع الجديد ولا مستجد في زمن فاقت فيه سرعة التغيير التقني بملأ بين السرعات السابقة فالآباء أصبحوا لا يملكون معظم الاجابات عن أسئلة أكثر وأعقد مما سبق .. والأكثر من ذلك ما يعيشه الشباب من تناقض واضح فزيادة هذه التقنية والاختراعات يصاحبها نفس العيشة الاجتماعية والقيمية للاجيال مما أسهم في وجود نوع من الانفصال في الشخصية الفردية والجماعية والبعد عن المجتمع ومشاركاته وللوقوف أمام التحديات التي تواجه الشباب. يجب على مختلف مؤسسات الدول ومنظمات المجتمع المدني أن تكثف الجهود وتبذل المزيد وتفعل الخطط والبرامج المتعلقة بالشباب والاقتراب من همومهم واهتماماتهم وما ينبغي توفيره لهم من عناصر ومهارات المعرفة واخلاقيات حياتهم والانضباط في العمل والدقة في الأداء والإنسانية في التوجيه بما هو مطلوب ترسيخه فيهم من مفاهيم واتجاهات ايجابية يستطيعون من خلالها مواجهة تحديات العولمة وتحدي الصعاب بمرونة وعقلانية تحليلية كما ان برنامج الشباب وطموحاته ينصرف إلى مشروعات النهضة وإعداد الأجيال الجديدة للعصر المعلوماتي وتشجيع المشاركة في العمل العام.