رفضت روسيا أي توجه دولي محتمل نحو معاقبة إيران وعزلها على إثر ما تلا الانتخابات الرئاسية الإيرانية من احتجاجات تصدت لها السلطات بالقوة، وخلفت قتلى وجرحى ومعتقلين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة الثماني الخميس بمدينة تريستي شمال شرق إيطاليا إن عزل إيران (توجه خاطئ)، مضيفا أن على المجتمع الدولي أن (يحافظ على منهج الحوار) مع طهران. وأضاف (علينا أن نركز على الأهداف الرئيسية التي ستسمح لنا بالتقدم إلى الأمام في حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني)، الذي تعتبر بعض الدول الغربية أن هدفه السلاح النووي، في حين تؤكد إيران أن أهدافه سلمية. وقد رفضت روسيا من قبل التعليق على مخلفات الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في إيران يوم 12 يونيو الجاري، واعتبرت ذلك (شأنا داخليا إيرانيا)، لكنها دعت طهران إلى حل المشكلة (بهدوء وعبر الطرق الدستورية). وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قد دعا المجتمع الدولي إلى إدانة النظام الإيراني بسبب (اعتقاله المعارضين المحتجين على نتائج الانتخابات، وتضييقه على وسائل الإعلام) بمنعها من تغطية احتجاجات أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي الذي أعلنت النتائج الرسمية خسارته في الانتخابات ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال فراتيني إن على دول مجموعة الثماني أن تتخذ (موقفا قويا وواضحا) مما يجري في إيران، كما سحبت بلاده دعوة كانت قد وجهتها إلى طهران لحضور قمة المجموعة الشهر المقبل. وأضاف الوزير الإيطالي (نعمل بشأن وثيقة يجب أن تدين العنف والقمع، وفي الوقت نفسه تؤكد أن الإجراءات الانتخابية هي مسألة إيرانية داخلية). وبدوره شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة أن تتخذ دول مجموعة الثماني (موقفا موحدا) تجاه الأزمة الحالية في إيران. أما رئيس وزراء السويد فريدريك راينفلد –الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل- فقد وحذر بدوره من فرض عقوبات أوروبية على إيران، مؤكدا أن ذلك قد يأتي بنتيجة عكسية. وقال راينفلد في مقابلة مع وكالة رويترز (سبب قلقي هو أن الحديث عن العقوبات والحديث عن خط أكثر تشددا قد يكون البداية لعذر للقيادة الإيرانية لعدم الإنصات لما يقوله الآن الشعب الإيراني). وفي السياق ذاته طالب أعضاء في البرلمان الأوروبي بإعادة الانتخابات الرئاسية في إيران، وذلك في طلب وقع عليه 20 من النواب المسيحيين الديمقراطيين. وفي وقت سابق الأربعاء أعربت رئاسة الاتحاد الأوروبي عن (قلقها العميق) إزاء تصاعد أحداث العنف في إيران على خلفية نتائج الانتخابات، وطالبت بحل الأزمة (عن طريق الحوار الديمقراطي والوسائل السلمية). وطالبت في بيان لها القيادة الإيرانية (بالاعتدال وضبط النفس والكف عن كيل الاتهامات) لبريطانيا وبعض دول الاتحاد بالتدخل في شؤونها الداخلية، ووصفت هذه الاتهامات بأنها (ليس لها أي أساس من الصحة وغير مقبولة). وأكد البيان (وقوف جميع دول الاتحاد السبع والعشرين ضد الاتهامات الموجهة لبعض الدول الأعضاء، وفي الوقت نفسه ضد أي محاولة لتوجيه انتقادات شديدة لمواقف بعض الدول الأعضاء ضد طهران). وقد اتهمت إيران كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالمساهمة في تأجيج أعمال الشغب التي أعقبت هذه الانتخابات. وقال وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي إن واشنطن ولندن وتل أبيب قدمت أشكال الدعم العلني وغير العلني لكل الجماعات (الإرهابية) لإثارة الفوضى في البلاد.