أيام قلائل ويسدل الستار على الفصل الدراسي الثاني لتبدأ إجازة نهاية العام (الإجازة الصيفية) بعد عام كامل من الجهد والعناء وغيرها من الأمور التي يحتاج الدارسون بعدها إلى اخذ قسط من الراحة ، وهي تزيد على الثلاثة شهور (ربع عام) فحجم وقت الفراغ كبير جداً من عمر الزمن ، فماذا سيفعل خلالها الطلبة والطالبات؟ هل سيقضونها بين تلاهي الحياة الزائفة التي لا يجنى منها شيء مفيد؟ أم أنهم سوف يستثمرونها بكل ما هو مفيد؟ ولكي تكون إيجابية يتوجب على أولياء الأمور توجيه فلذات أكبادهم التوجيه الصحيح لاستثمار هذا الوقت الثمين الذي ينقضي من عمرهم ، فالاغتنام الأمثل لهذه الأيام يبدأ أولاً بتحديد الأهداف والأعمال التي يرغب في تنفيذها ، ومن ثم العمل على إيجاد الوسائل المناسبة لتنفيذها ، ومن ثم تقييمها ، وكلما كان الهدف خيراً ، والوسيلة صالحة ، والتقييم دقيقاً ، كلما تحققت النتائج بشكل أفضل وأورثت صاحبها أنساً وسعادة يحس بها في الدينا ، ويجد جزاءها يوم يلقى ربه ، والهدف الأساسي من خلق البشر هو العبادة بمختلف أنواعها كقراءة القرآن الكريم – الذكر – تعلم العلوم الشرعية - إحياء بعض السنن المهجورة كصلاة الضحى وركعتي الإشراق وزيارة المقابر والصيام ... وغيرها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فطلب العلم من أعظم العبادات ، ولا يتوقف بنهاية العام الدراسي بل هو مستمر ما دام المرء كامل الأهلية (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) قال عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة) ولا يمنع ذلك من ممارسة بعض النشاطات الرياضية الخفيفة والمسلية والاستمتاع بها ، والقيام ببعض الأعمال المفيدة المثمرة كتعليم المهارات الأساسية الضرورية التي تنقص المرء في الحياة العملية من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية التي تنفذها الجهات المختصة ، وتبادل الزيارات العائلية التي تقوي صلة الرحم ، فالأصل في حياة المسلم ملء وقته بالأمور التعبدية بمعناها الشمولي العام لجميع جوانب الحياة . قال ابن القيم رحمه الله تعالى - من علامات مقت الله للعبد تضييع الوقت بلا فائدة , لأنه يفوت على صاحبه فرصة الجنة , ومن علامات حب الله للعبد أن يجعل شواغله أكثر من وقته - وقال الحسن البصري - كل يوم تشرق فيه شمسه ينادي : أيها الناس أنا يوم جديد ، وعلى عملكم شهيد فاغتنموني فإني لا أعود إلى يوم القيامة – وقال حكيم - من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه , أو فرض أداه , أو مجد أثله , أو حمد حصله ، أو خير أسسه , أو علم اقتبسه , فقد عق يومه , وظلم نفسه –. فالحذر أخي الطالب / أختي الطالبة من التمادي والغفلة وتضييع أيام الإجازة بلا فائدة تذكر حتى لا نعاجل بالعقوبة وسلب النعم التي نعيشها . همسة: المؤمن إذا فرغ غفل . شعر: والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... واراه أسهل ما عليك يضيع . دعاء: اسأل الله الكريم أن يجعل أوقاتنا في طاعته ، وفي طلب مرضاته ، وان لا يحرمنا من مناجاته . ومن أصدق من الله قيلاً (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) .