أكد إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على تأسيس كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة ودراساتها المعاصرة في جامعة الملك سعود، دعم كبير لمسيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتقوم بأداء رسالتها على الوجه الأكمل , كما تؤكد هذه الموافقة حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني واهتمامهم - حفظهم الله - بهذا الجهاز المهم الحسّاس ودعمه؛ إدراكا منهم أيدهم الله أنّ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم شعائر هذا الدين الحنيف، ومن أبرز سمات أمّة محمد صلى الله عليه وسلم، التي فاقت بها سائر الأمم , ومن أهم الركائز والأسس والثوابت التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله 0 وقال فضيلته : إن هذا التوجه الفريد لولاة الأمر - حفظهم الله - في تأسيس كراسي البحث العلمي ودعمها يجسد قناعتهم الراسخة في أهمية العلم والاعتماد عليه في بناء النهضة والحضارة لأمتهم، لأن طبيعة التنافس العالمي اليوم باتت مرتكزة على المعرفة ومستوى أصالتها وعمقها، وهو ما تحرص حكومة بلادنا حفظها الله على ترسيخ مفاهيمها عبر جعل المعرفة صناعة قائمة على التخصص الهادف إلى الإنتاج المثمر أصالة ومعاصرة0 وأكد أن هذا الكرسي العلمي سيسهم بمشيئة الله في رفد عمل جهاز الهيئة من خلال جعله عملاً مؤسسياً تخصصياً قائماً على الوعي ومدعَّماً بالدراسات ومرتكزاً على البحوث الهادفة إلى الارتقاء بعمل هذا الجهاز المهم، فميدان الحسبة ليس عشوائيًا وفوضويًا ويعمل كيفما اتفق، وإنما هو مبني على أسس البحث العلمي الرائد، وفي هذا رد على الذين يزايدون على الحسبة وأهلها. وأضاف الشيخ السديس: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعدّ القطب الأعظم في هذا الدين، والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين، بل قد عدّه بعض أهل العلم ركنًا سادسا من أركان الإسلام؛ وكل ذلك لما يشتمل عليه من الفضل العظيم والخير العميم، والمصالح العاجلة والآجلة، ولما يترتب على تركه من استشراء الباطل، وانتشار الفساد، وغلبة المعاصي وهيمنتها، وهي الجالبة لسخط الله، المنذرة بمقت الله وعاجل عقوبته على الأفراد والأمم . و لفت النظر إلى تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله على وجوب احترام رسالة الهيئة ودورها العظيم، ودعوته إلى عدم تضخيم الأخطاء اليسيرة لأنّ كل من يعمل لا بدّ أن يخطىء , وأخطاء الهيئة قليلة وكل جهاز حكومي تقع من بعض منسوبيه بعض الأخطاء لكن يجب أن تحدد بإطارها، وأنه سيأتي اليوم الذي يشكر فيه كل رب أسرة رجال الهيئة الذين أسهموا في الحفاظ على أسرته وأولاده. وعبر السديس عن شكره لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لجهودهم المؤازرة للهيئة ورجالها وطموحاتها، سائلا الله عز وجل أن يوفقهم أيدهم الله لما فيه خير البلاد والعباد وصلاحهم وسعادتهم ، وأن يجعلهم حماة لدينهم وعقيدتهم ووطنهم، وأن يديمهم ذخرا للإسلام والمسلمين , وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الإسلام والأمن والأمان، في ظل حكومتنا الرشيدة.