رغم أن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص لأوباما للمنطقة لم تحدث اختراقاً تجاه المفاوضات إلا أنه يمكن القول إنها جددت بوضوح الموقف الأمريكي الذي أعلنه أوباما مرات عدة كان اخرها في خطابه التاريخي الموجه للعالمين العربي والاسلامي من القاهرة. فقد أكد ميتشل أنه لا يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال اقامة الدولة الفلسطينية كحق مشروع للفلسطينيين، ورغم أن نتنياهو لم يبد أي اشارة ايجابية تجاه فكرة حل الدولتين إلا أن وزير دفاعه ايهود باراك أدلى بتصريح ايجابي ومهم مؤكداً أن الدولة الفلسطينية يتضمنها اتفاق خارطة الطريق التي تنص بوضوح على أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يمكن حله باقامة دولتين لشعبين ولكن تصريح باراك لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر نتنياهو لأن كليهما من حزبين مختلفين يجمعهما التحالف الحكومي ..غير أن هذا الموقف يمكن أن يشكل ضغطاً اضافياً على نتنياهو ليحدد رؤيته بوضوح في خطابه الذي سيلقيه يوم الأحد القادم. ومهما يكن فإن فكرة حل الدولتين ليست فكرة جديدة فهي كما سبق وأن أشرنا حددتها خارطة الطريق وأقرتها اتفاقية أنابوليس ووافقت عليها الحكومة الاسرائيلية السابقة. والرئيس الأمريكي في انتظار موافقة علنية من الحكومة الإسرائيلية ليعطي خطته الشاملة للسلام في المنطقة ، أما بالنسبة لقضية الاستيطان فقد كان رأي الرئيس الفلسطيني واضحاً من أنه لن تكون هناك مفاوضات مع إسرائيل ما لم تعلن الحكومة الإسرائيلية وقف التوسع في الاستيطان ...وليس في هذا مطلب تعجيزي وهو رأي الولاياتالمتحدة الذي أعلن عنه أوباما. إذن يبقى المحك في خطاب نتنياهو المرتقب حيث من المفترض أن يتحدد الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية وإن كان نتنياهو اعتاد أن يعتمد كثيراً على المراوغة والخداع ولكن دائرة الضغوط تضيق من حوله ولا مفر من تحديد موقف يستجيب للتطلعات الدولية والإقليمية للسلام.