دعيت مع مجموعة من العلماء والأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن العام الذين تقاطروا من أنحاء الوطن وخارجه لزيارة المنطقة الشرقية للمشاركة بالمهرجان الذي أقامته لجنة التكريم الأهلية بالقطيف مساء الأربعاء 3/6/2009 م لتكريم 42 مؤسسة أهلية تتفاوت أنشطتها بين اجتماعية وثقافية وفنية وغيرها تحت شعار (مؤسساتنا نماؤنا). فقد كان مهرجانا فاعلا برز واضحا فيه العمل المؤسسي الأهلي والمسؤولية الاجتماعية القائم على الإبداع والتميز والعطاء وجاء الاختيار بعد بحث وتقصٍ ودراسة من لجنة محايدة للاختيار من أصل 300 مؤسسة أهلية تتسارع في خدمة المجتمع وتشارك في بنائه وتنميته وتطويره. ومما يلفت الانتباه في هذه المبادرة الجميلة هو الحضور الكثيف من داخل وخارج الوطن والبرنامج المعد للضيوف المتقاطرين من خارج المنطقة فقد كان استقبالا رائعا تجلى فيه الكرم والعطاء والترحاب وحسن الضيافة وزيارة العلماء ولقاء الأدباء والاجتماع مع المثقفين ومشاركة الأهالي مناسباتهم والوقوف على أسواقهم ومعالمهم التاريخية . ومما يحمد لهم أن اغلب من كرّم هم من الشباب الصاعد وفي هذا دلالة واضحة على تبني أعمالهم بما يخدم المجتمع ويعزز الحضور الشبابي إبداعا وتفوقا وقد استفدت شخصيا من هذه التجربة الفريدة والمميزة والتي أخوض غمارها منذ فترة في ( تعارف) ولاشك أنها ستثري جانب المعرفة وتنوع العطاء وتواصل المجتمع وتعارف الجميع . بقي أن نقول أن احتضان نادي الخليج بسيهات لهذا العمل الأهلي دليل واضح على علاقة المؤسسات الرسمية وعلى الخصوص الرياضية بمؤسسات المجتمع المدني الذي يتكامل في خدمة المجتمع من خلال الوعي بأهمية تنوع الأدوار وتبادل الأنشطة خدمة للمجتمع . وصدق من قال: (فما من امة ترقى وتتقدم بالعمل الفردي فقط ، أو بالعمل الرسمي والحكومي وحده ، فالعمل الجمعي والمؤسسي هو الأساس ولابد من وجود دور لمؤسسات المجتمع الأهلي وكل ما ارتقت هذه اللجان الأهلية ارتقى المجتمع وتقدم وتطور). فهنيئا لكل من يؤمن بخدمة المجتمع وهنيئا لهم هذه اللجنة التي أخذت على عاتقها هذا التكريم وهي جديرة بتكريمها وهنيئا لمن يستفيد من هذه التجارب بنقل هذه الأفكار الرائعة لتعم وطننا العزيز.