بمناسبة قرب قدوم الاختبارات وحصول حالات استنفار وطوارئ جاء في مخيلتي هذه الخاطرة ،اشعر كثيرا بمعاناة الطلاب هذه الأيام فكل طالب محتار يبدأ بأي مادة لأن طلابنا مع الأسف حياتهم الدراسية أشبه بحالة طوارئ فالدفاع المدني لا يتحرك إلا إذا كان هناك حريق ، ونحن في مجتمعنا نعيش في حالة مشابهة لذلك وهذا انعكس على طلابنا فالمذاكرة لا تكون إلا إذا قرب موعد الاختبار. أعود وأقول هل الغش خير وسيلة للنجاح أم للفشل؟ إذا كنا نريد أن نكون مثاليين فستكون الإجابة نعم خير وسيلة للفشل وهذا ما دل عليه ديننا الحنيف لكن ما هو الواقع في مدارسنا وجامعاتنا وما رأي طلابنا - لماذا كثير من الطلاب يحاولون ويفكرون إذا جاءت لهم فرصة لكي يغشوا فلن يترددوا في الغش - ولسان حالهم هو - أن الغش خير وسيلة للنجاح؟. كثير من أمور التوعية بموضوع الغش تناقش من جانب ديني وهذا حسن وواجب لذلك أتوقع أن جميع الطلاب يعرف أن الغش حرام وان من غشنا ليس منا ولكن مع الأسف إذا وجد فرصة للغش فإنه سينتهزها , وانا هنا لا اعمم بل اطرح الموضوع من جانب فكري. ان التوعية بموضوع الغش في الامتحانات يجب ان تتنوع وتؤخذ من عدة جوانب كالجانب التربوي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي إذا سألت طالباً يغش سيقول لك أنا أبغى درجتين أو خمس درجات على الأقل حتى انجح ويتعلل بصعوبة المادة والاسئلة. نقول له الغاية جيدة لكن الوسيلة سيئة. وهذه رسالة أوجهها لكل طالب يرى ان من حقه أن يغش وإلى من يقول إن الموضوع بسيط وعادي ولماذا التعقيد فإني اهمس في إذنه وأخاطب عقله قبل قلبه. يجب أن نعي ان طلاب اليوم هم صناع الغد وأطباء الغد ومهنيو الغد لذلك نحن نريد أن نرسخ هذا المبدأ في طلابنا ونوضح لهم انهم هم أول من سيتضرر بالغش وبعدهم سيكون المجتمع هو الضحية لأن الذي يغش في امتحان قد يغش في غيره . وفي النهاية أقول إلى كل طالب وإلى من أوكل له أي مسئولية تذكر أن الغش خير وسيلة للفشل في الدنيا قبل الآخرة.