التصريحات العنترية المتتالية من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان تعبر عن حالة من اليأس نتيجة الضغط الدولي الواقع على الحكومة الإسرائيلية لتتجاوب هذه المرة مع اطروحات السلام وهو ضغط اعترفت به اسرائيل في تصريح وزير خارجيتها ليبرمان الذي استبعد العودة الى حدود عام 1967م مشيراً الى ان العودة تحت وطأة الضغوط الحالية لن تضمن السلام والأمن. ولكن ليبرمان ورئيسه نتنياهو نسيا في الوقت نفسه ان القبضة الحديدية تجاه الشعب الفلسطيني ومحاولة قمعه بأحدث ترسانتها العسكرية لن يجلب الأمن لاسرائيل.. وقد حاولت ذلك مراراً وتكراراً ولم تنجح في اسكات الصوت الفلسطيني كما لم تنجح في ضمان الأمن لنفسها من خلال ابراز عضلاتها العسكرية، لقد كان واضحاً منذ تقرير ميتشيل الأول ان الاستيطان هو السبب الرئيسي والعامل الأساسي في عدم الاستقرار واليوم هناك مواقف دولية كثيرة تطالب اسرائيل بوقف الاستيطان قبل الحديث عن أي خطوة اخرى ورغم هذه المطالب الدولية يصر نتنياهو على انه سيواصل ما بناه من مستوطنات.. اي تحد ومكابرة هذه .. على اسرائيل ان تدرك الآن ان تيار السلام تيار جارف هناك مبادرة عربية للسلام ورغبة حقيقية من كافة الدول من أجل سلام عادل وشامل يعيد كافة الحقوق لأهلها، هناك رغبة صادقة هذه المرة من اللجنة الرباعية عبر عنها موفدها الى المنطقة توني بلير تقوم على ضرورة تنفيذ الفكرة القائمة على حل الدولتين، هناك ضغط اوروبي تقوده فرنسا من اجل احراز تقدم في عملية السلام، وهناك رغبة معلنة من الادارة الامريكيةالجديدة في احداث اختراق حقيقي في عملية السلام في الشرق الأوسط وقد سمع نتنياهو بنفسه الموقف الأمريكي المؤيد لقيام الدولتين ولوقف سياسة الاستيطان. أمام هذه الحقائق الموضوعية ستضيق الحلقة على الخداع الاسرائيلي وستجد إسرائيل نفسها في نهاية الأمر ان لا مخرج لها إلا بالتجاوب مع أفكار السلام وتحقيق السلام الذي أصبح رغبة الجميع.