تنظم وزارة الشؤون الاجتماعية الملتقى الأول للجمعيات التعاونية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 24 إلى 26 جمادى الأولى الحالي في مدينة الرياض . وقد حظي العمل التعاوني في المملكة بدعم معنوي ومادي من حكومتنا الرشيدة منذ أن بدأت الحركة التعاونية مبكراً في عام 1382ه حيث يعد النشاط التعاوني نشاطاً أهلياً بدءاً من جمع المال لكل جمعية تعاونية وانتهاء بتنفيذ المشروعات وإدارتها ذلك أن الجمعيات التعاونية تلعب دوراً مهماً في استقرار الأسعار فهي تسهم في توفير المواد التموينية بأسعار مناسبة. كما حث الدين الإسلامي الحنيف على التعاون حيث تقوم الجمعيات التعاونية بدور فاعل في تطوير المجتمعات المحلية وتنميتها وتحقيق خدمات اقتصادية واجتماعية لهذه المجتمعات خاصة في مجالات الزراعة ومتطلباتها والمهن الحرفية والتموين الاستهلاكي وصيد الأسماك والإسكان . وشهد عام 1382ه إقامة أول جمعية تعاونية بالمملكة وهي (الجمعية التعاونية متعددة الأغراض) بالدرعية إلا أن البداية الفعلية للعمل التعاوني كانت عام 1380ه لكنها كانت بشكل غير رسمي فقد كان لأهالي القريات تجربة ناجحة في النشاط التعاوني. وتعرف الجمعية التعاونية بأنها جمعية يكونها مجموعة من أعضاء منطقة معينة طبقاً لأحكام نظام الجمعيات التعاونية وتهدف إلى تحسين حالة أعضائها سواء من ناحية الإنتاج أو الاستهلاك أو التسويق باشتراك جهود الأعضاء ويعرف التعاون على أنه نشاط أهلي كامل يبدأ بجمع المال لكل جمعية تعاونية وينتهي بتنفيذ عدد من المشاريع من خلال فائض الأموال بها وثقافة المجتمع. ويبلغ عدد الجمعيات التعاونية بالمملكة حاليا 160 جمعية وتحظى الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض بالنصيب الأكبر من هذا العدد حيث يصل عددها 126 جمعية فيما يبلغ عدد الجمعيات التعاونية الزراعية 25 جمعية والجمعيات التعاونية الاستهلاكية 3 جمعيات وكذلك الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك بذات العدد كما أن هناك جمعية تعاونية واحدة مهنية وأخرى تسويقية وأخرى للإسكان التعاوني. وتسعى الجمعيات التعاونية إلى تطوير وتنمية المجتمع وتحقيق خدمات اقتصادية لمرافق حيوية في مختلف شؤون الحياة في مجالات الزراعة الحديثة والمهن الحرفية والتموين الاستهلاكي والإنارة الكهربائية والمواصلات والعيادات الطبية ومخازن الأدوية ورياض الأطفال والعديد من الخدمات الاجتماعية الأخرى فعلى سبيل المثال تسعى الجمعيات التعاونية الزراعية في توفير المواد الزراعية واستصلاح الأراضي الزراعية وحفر الآبار وإقامة مزارع الدواجن والأبقار وتوفير مواد البناء ومياه الشرب ووسائل النقل والمواد الاستهلاكية والغاز ومستلزماته إضافة إلى تسهيل إجراءات المزارعين في الاستيراد ونقل المنتجات وإقامة المعارض الزراعية وتتولى وزارة الزراعة الإشراف الفني على الجمعيات التعاونية الزراعية وجمعيات التسويق الزراعي . وتسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتقديم الدعم الكامل للجمعيات التعاونية مع ترك مسؤولية إدارتها لمجلس إدارة خاص بكل جمعية يتم انتخابه من قبل المساهمين مباشرة. كما أن هناك دعماً معنوياً كبيراً تحظى به هذه الجمعيات عبر التوجيه والإرشاد لهذه الجمعيات وإمدادها بالمعلومات ومساعدتها في إجراء الدراسات وتسهيل حصولها على ماتحتاجه من خدمات كما تقدم الدولة دعماً مادياً للجمعيات من خلال المنح والإعانات النقدية التي تقدمها لهم من أجل مساعدتها والنهوض بها لتقديم خدماتها. وكان قد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 162 وتاريخ 19/6/1426ه الخاص بدعم الجمعيات التعاونية العاملة في المجال الزراعي والسمكي ومعالجة مشاكلها من خلال العديد من الخطوات التي ساهمت في تنمية نشاطها كما تسعى الدولة أيضاً من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تقديم الدعم لسائر الجمعيات التعاونية الأخرى في كل المجالات كما تتجه الوزارة من خلال تنظيمها لأول ملتقى يناقش دور الجمعيات التعاونية بالمجتمع نحو إحداث نقلة نوعية في العمل التعاوني في المملكة بهدف فهم الواقع الحالي للجمعيات التعاونية والبحث عن الوسائل المناسبة لزيادة المشاركة الفاعلة لها وسد الاحتياجات التنموية المتزايدة كما يسعى الملتقى إلى مناقشة سبل تطور العمل التعاوني واقعه ومستقبله في المملكة والتحديات التي تواجهه وكيفية تطوير الشراكة بين مؤسسات المجتمع والجمعيات التعاونية. ويُنظر لهذا الملتقى بأنه السبيل الأول لخطوة جادة لتنظيم العمل التعاوني بالمملكة وتثقيف المجتمع بأهمية الدور الذي تلعبه تلك الجمعيات لخدمتهم. ويناقش الملتقى الأول للجمعيات التعاونية في المملكة محاور عدة أبرزها .. نشأة الجمعيات التعاونية أهدافها وأنواع الجمعيات التعاونية ومجالاتها وأنظمة ولوائح الجمعيات التعاونية وواقع ومستقبل العمل التعاوني في المملكة والتحديات التي تواجهه ويناقش : التحديات والصعوبات التي تواجه العمل التعاوني والتعاونيات ودورها في التنمية بشكل عام والتنمية المحلية بشكل خاص والتدريب والتعليم التعاوني والتسويق التعاوني والتوعية والتثقيف التعاوني ودور الجمعيات التعاونية في مواجهة ارتفاع الأسعار وسبل دعم العمل التعاوني على اختلاف مجالاته. وسيناقش المحور الثالث الشراكة بين مؤسسات المجتمع والجمعيات التعاونية وسيتم فيه مناقشة : واقع الشراكة ودور المؤسسات الحكومية في الشراكة ودور مؤسسات القطاع الخاص في الشراكة ودور المؤسسات الخيرية في الشراكة وسيكون المحور الرابع عن التجارب الناجحة في العمل التعاوني .