كم نحن محتاجون في حاضرنا إلى الاخلاص بكل معانيه ودلائله في أداء الأعمال وتقديم المشورة والتعامل مع البشر يقول الامام علي رضي الله عنه وأرضاه (إن أفضل ما يرفع من الأرض للسماء الاخلاص وأفضل ما يهبط من السماء إلى الأرض التوفيق) قد يقول البعض ممن أغلقوا أفكارهم عن المضي في الاستفادة والافادة أن زمن الاخلاص انطوى ورحل ولم يبق منه سوى ذكرى وأوهام فاليوم الذي يعيشه الفرد لابد أن يكون لمصلحته إننا في زمن المصالح والمنافع وتحقيق الأنا والذات ، أفكار وللأسف الشديد لم نكن نعرفها في السابق أصبحت هي السائدة في عالمنا وفي مجتمعنا لقد طغت المظاهر والتقاليد والعادات الدخيلة على عقول شبابنا وفتياتنا وأصبح جل اهتمامهم الحصول على المنافع والاحتياجات الخاصة بهم بأي طريق يريدون أن يهتموا بالكيف أعتقد أن أي شاب أو فتاة أو مفكر يخلد في مخيلته مثل هذه الاعتقادات جرد نفسه من صفة الاخلاص التي في داخله لماذا ننسى أن كل هذا الكون ملك لخالقه الذي منحنا الفطنة والعقل لنستطيع أن نعرف الصواب من الباطل إن الحياة والرزق قدر مكتوب لكل البشر إذن لماذا نخاف؟ أرزاقنا كتبت وحددت من العلي الكريم ما علينا سوى العمل بجد وإخلاص ووضع مخافة الله أمام أعيننا لنراقب أنفسنا وضمائرنا نحدد اتجاهاتنا ونوجهها بعقولنا ومداركنا لما فيه مصلحتنا وخدمة ديننا بما يحقق لنا الأهداف التي نريدها لنسعى جاهدين أن نبتعد عن الأنانية وحب التملك لنطبق التشريع الإلهي في كل حياتنا وأعمالنا ونخلص ونتقن لكل ما نؤديه ليبدأ كل فرد منا بمحاسبة نفسه وتطويعها ليكون الانسان الصالح المؤمن المقتنع تماماً بما لديه من نعم لا تعد ولا تحصى يعمل بإخلاص وجد ويرجو من الله التوفيق لجميع أعماله.