شن الجيش الباكستاني أمس عملية عسكرية في وادي سوات شمالي غربي باكستان بعدما سيطر مسلحون على مكاتب حكومية رئيسية في المنطقة، وذلك قبل ساعات من اجتماع مرتقب في البيت الأبيض يجمع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والافغاني حامد كرزاي لبحث تنامي تهديد المتشددين في المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الجيش بدأت عمليتها العسكرية في وقت باكر بمينغورا –البلدة الرئيسية بالإقليم- مستعملة المدفعية وطائرات مروحية لاستعادة السيطرة على المباني الحكومية. وأضافت المصادر أن عناصر الشرطة والجيش هاجمت أيضا منجما للزمرد سيطرت عليه طالبان وتشتبك مع مسلحين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، من دون تسجيل إصابات حتى الآن. ونقلت رويترز عن متحدث عسكري قوله (هاجمت قوات الأمن مواقع للمتشددين عند منجم للزمرد وتستخدم أيضا طائرات الهليكوبتر العسكرية لطرد المتشددين من مينغورا) الواقعة على بعد 130 كلم شمال غرب إسلام آباد. وفرضت قوات الأمن حظر تجول في سوات إلى أجل غير مسمى، مما أدى إلى تعليق حركة نزوح السكان إلى المناطق الأكثر أمنا. واستمر لليوم الثاني على التوالي انقطاع إمدادات الطاقة عن المنطقة، بعدما فجر مسلحون مركزا للشبكة الكهربائية في المنطقة. وكشف وزير الإعلام الإقليمي ميان إفتخار حسين أن حوالي خمسمائة ألف شخص من سكان وادي سوات فروا منذ الثلاثاء من المنطقة، هربا من القتال بين الجيش وحركة طالبان. وقتل أمس سبعة من عناصر طالبان بينهم قيادي كبير، وجندي حكومي إضافة إلى جرح ثلاثة آخرين في الهجوم الذي تواصله القوات الحكومية منذ أواخر الشهر الماضي بمنطقة بونير في مقاطعة ملكند في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. وكان من أهم أسباب تجدد الاشتباكات بين الطرفين إصرار طالبان على السماح لأهالي سوات باختيار القضاة الشرعيين في إطار اتفاق تطبيق الشريعة بالمنطقة، لا أن يتم تعيينهم من قبل إسلام آباد، وهو ما رفضت الحكومة القبول به واعتبرته تعديا على صلاحياتها. وتشكل هذه التطورات فشلا للاتفاق الذي وقعته الحكومة في وقت سابق مع مقاتلي طالبان، والذي عرف باتفاق ملكند حيث نص على التزامهم بعدم مقاتلة الحكومة مقابل السماح لهم بتطبيق الشريعة بعد عامين من تطبيقها بالقوة في منطقة وادي سوات.