مما لاشك فيه ان هذه المسابقة ارتبطت بشيئين عظيمين، ارتبطت بالقرآن الكريم كلام الله المنزل على خير خلقه، المعجز في لفظه، المتعبد بتلاوته، الكتاب الوحيد الذي يملك الهداية الالهية الربانية الصافية الخالصة كما اشار لذلك علي بن ابي طالب رضي الله عنه لما قال : (من ابتغى الهدى في غيره أضله الله) الكتاب الذي حير الاعداء باعجازه، وارهبهم بقوة مفعوله، حتى قال قسيسوهم ومنصروهم: (ان القرآن هذا العقبة الكبيرة القائمة في طريق اهدافنا). كما ارتبطت هذه المسابقة باسم رجل عظيم أخلص لدينه واعطى لأمته بلا حدود انه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز صاحب المواقف المشرفة والكبيرة في مجالات الخير.. ولا عجب ان ترتبط هذه المسابقة باسمه الكريم فهي نمط حضاري عالي الاهداف محبب الى النفس انعكست آثارها بالايجاب والنفع على شريحة اجتماعية كبيرة، من خلال المنظومات والمقدمات المعروفة لمثل هذه المسابقات الهادفة من تنظيم وتدريب وجاهزية لقطاعات وجهات مختلفة، ان سموه حفظه الله بهذه الجائزة سخر كل امكانيات فلذات الاكباد في النافع المفيد، والذي تمثل في العناية بحفظ كتاب الله فكان ذلك اسلوباً امثلاً في القضاء على الكثير من الجراثيم الدخيلة على معتقداتهم وسلوكياتهم وبنا عاشوا في ظل واحة آمنة مطمئنة وزاولوا نشاطهم وقت فراغهم براحة بال، كل ذلك في مجال عظيم من التنافس الشريف المحمود الذي شحذ الهمم واعلاها!! ولا غرابة في ذلك، فالتكريم والحوافز المادية لها اثرها الكبير في النفوس، خاصة ان كانت صادرة من انسان عظيم، والحق الثابت ان هذه المسابقة بدوراتها السابقة والتي وصلت بحمد الله ومنته الى الحادية عشرة تستحق منا كل تكبير واعجاب لانها نجحت فيما اسندت اليه من اهداف راقية، وعلى رأسها تنمية الشخصية السوية المتوازنة في فلذات اكبادنا، وذلك لأن كل من يلتحق بها لابد ان يبذل الجد والمثابرة والطموح والهمةة، وهذه العناصر كافية لتجعل الانسان في موقع المسؤولية التي تنمي فيهم اليقظة وحسن التصرف، وروح الانتماء والاعتزاز بدينهم وبلادهم وحكامهم وتعلمهم سلامة المنهج. اقول : هنيئاً لسلمان الانسان بهؤلاء النخبة والكوكبة المتميزة من ابنائه.. وهنيئاً لابنائنا بهذا التكريم من رمز الايمان والصدق، وسمو الغاية ونبل الهدف والخلق.