طالبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الجمعة إسرائيل بالتوقف الفوري عن طرد الفلسطينيين وهدم منازلهم في القدسالشرقية؛ حيث يوجد آلاف مهددون بالنزوح. وجاء في إحصائيات وردت في تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أنه يوجد 1500 أمر هدم لمنازل أقيمت بدون تصريح من بلدية القدس في إسرائيل في شرق المدينة، موضحا أنه إذا نفذت أوامر الهدم فإن نحو 9000 فلسطيني سيشردون من ديارهم. واستولت إسرائيل على القدسالشرقية في حرب عام 1967 وتعتبر كل المدينة عاصمة لها وهو زعم لا يلقى اعترافا دوليا، فيما تريد السلطة الفلسطينية أن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل. وأدت أعمال الهدم والنداءات من جانب رئيس بلدية القدس (نير بركات) للتوسع في المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة إلى إذكاء التوترات في المدينة ووضعت إسرائيل في مسار تصادمي محتمل مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الأوروبيين. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي زارت إسرائيل في مارس إن أعمال الهدم (غير مفيدة). ، في حين توقع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات أن تثير أول مواجهة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الجديد بنيامين نتنياهو. وقال تقرير الأممالمتحدة إن 28% على الأقل من المنازل الفلسطينية -و60 ألف ساكن- عرضة للخطر؛ لأن هذه المنازل بنيت بدون تصريح وهو ما يشكو الفلسطينيون من أنه مستحيل الحصول عليه من البلدية التي تديرها إسرائيل. ويقع العديد منها في مناطق تم تحديدها على أنها (مناطق خضراء) من جانب بلدية القدس، وتشمل هذه المناطق حي سلوان؛ حيث تزمع البلدية هدم 88 مبنى سكنيا لإقامة منطقة أثرية. وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي (رغم أن الحكومة الإسرائيلية أشارت إلى أن المنازل التي يجري هدمها لم تحصل على التصاريح اللازمة للبناء فإن الحقيقة هي أن الفلسطينيين لا يسمح لهم بالحصول على مثل هذه التصاريح). وأضاف البيان أن 13% فقط من أراضي القدسالشرقية التي تم ضمها تم تحديدها من جانب السلطات الإسرائيلية على أنه يمكن للفلسطينيين البناء عليها، وأن معظم هذه الأراضي مزدحمة بالفعل. وأشار البيان إلى أنه (في نفس الوقت فإن النمو في عدد المباني الجديدة في المستوطنات الإسرائيلية والمواقع البعيدة في الضفة الغربية زادت بنسبة 69% في عام 2008 مقارنة مع عام 2007)، مستشهدا بإحصائيات من حركة (السلام الآن) الإسرائيلية. وردا على تقرير الأممالمتحدة نفى رئيس بلدية القدس بركات المزاعم وشكك في الحقائق، لكنه وافق على أنه توجد (أزمة تخطيط) في المدينة. وقال بيان صادر من مكتبه (هذا التقرير يتعلق بالماضي بينما رئيس البلدية بركات ملتزم بالمستقبل ويقدم نوعية حياة أفضل لكل سكان القدس). وقال رئيس البلدية إن الأزمة (في أنحاء القدس.. تؤثر على اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء)، وسيتم التعامل معها بطريقة شاملة قريبا في أول (خطة رئيسية شاملة للمدينة) يتم إعدادها في 50 عاماً.