جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حلم كان خادم الحرمين الشريفين يتطلع إلى تحقيقه منذ ربع قرن من الزمان من واقع ما ينشده أيده الله من رفعة وتقدم لهذا الوطن الغالي ... وبالعزيمة الصادقة والإرادة الغلابة ومن قبل بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أصبح هذا الحلم حقيقة، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستفتح حرمها في الخامس عشر من رمضان من هذا العام ، وتميز هذه الجامعة يتمثل في أهدافها والتي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين أنها تستوعب كل الأفكار والثقافات وفق رؤية تنسجم مع روح العصر ورسالة تستمد أهدافها من ديننا الحنيف للعمل بالعلم والمعرفة والتعاون في صنع الحضارة الانسانية. من هذا المنطلق فإننا بحق أمام انجاز تاريخي يشكل اضافة إلى ما كان يدعو إليه القائد المفدى دوماً من ضرورة التفاعل مع الحضارة الانسانية من خلال الحوار الهادف البناء وترسيخ مفهوم حوار الحضارات بدلاً من صراع الحضارات لا سيما وأن الحضارة الاسلامية حضارة شامخة يمكنها تقديم الكثير والكثير من أجل الإنسانية فمن أهداف هذه الجامعة والتي أشار إليها المليك المفدى هي أن تكون جسراً للتواصل بين الحضارات وذلك لترسيخ ما كان يدعو إليه أيده الله ، على أرض الواقع بعد أن قطعت دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار شوطاً بعيداً بل تكاد تكون قد وصلت إلى غايتها بعد أن تبنتها الأممالمتحدة من خلال اجتماع مخصص لتفعيلها على المستوى العالمي وتعهدت الأممالمتحدة بتفعيلها أكثر لأنها تتوافق مع مبادئها الداعية إلى السلام والاستقرار العالمي الذي يشكل الحوار أرضيته الخصبة هدفاً اخر من أهداف هذه الجامعة العملاقة وهو التأسيس لقيام اقتصاد معرفي يهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني فأرض هذه البلاد الطاهرة غنية بالثروات والكفاءات وحري بالمواطن أن يعرف كيف يوظف هذه المعطيات لتكون مصادر أخرى من مصادر الاقتصاد الوطني إلى جانب البترول. إنه بحق انجاز عظيم، هذا الصرح التعليمي الذي يمثل اضافة متميزة في مسيرة المنجزات التعليمية التي طوق بها خادم الحرمين الشريفين هذه البلاد وأهلها، وأمام القائمين على مهمة النهوض بالجامعة مشوار طويل نتمنى لهم من الله التوفيق والسداد.