واجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوماً شرساً من حركة حماس لأنه أجرى اتصالاً مع رئيس الوزراء نتنياهو هنأه فيه بعيد الفصح اليهودي ورأت حماس في هذا الاتصال (رسالة سيئة جداً إلى الحوار الوطني وإلى أبناء الشعب الفلسطيني وكرامته). ولكن وضع الرئيس الفلسطيني ليس كوضع حماس فهو ملزم أن يتفاوض ويتحاور مع إسرائيل بغض النظر عمن هو المسؤول وإذا لم يتم اتصال بين نتنياهو وعباس بالأمس كان سيتم في يوم من الأيام ، ولكن السؤال هل مثل هذا الاتصال قادر على أن يترك أثراً في العقلية الإسرائيلية وعقلية نتنياهو تحديداً ليتحرك باتجاه السلام؟ على كل فإن الأيام المقبلة كفيلة باكتشاف مدى استعداد نتنياهو للسلام وإن كان نتنياهو قد ذكر عباس بالتعاون بينهما في الماضي وأنه يعتزم استئناف هذا التعاون في المستقبل لدفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين!. ولكن من التجارب السابقة ومع نتنياهو بالذات اتضح أنه لا يملك استعداداً للسلام بل هو أكثر الداعين إلى التعامل مع الفلسطينيين بسياسة القمع والقوة ، وسياساته تشهد على ذلك وحتى تشكيل حكومته القائمة حالياً جاء باتفاق للقضاء على المقاومة مع عناصر إسرائيلية أخرى أكثر تطرفاً منه ، وفي أول جلسة من جلسات حكومته أصدر نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان تصريحات محبطة أثارت الاستياء وسط العالم العربي مما دفعه إلى التحرك في اتجاه مضاد لاحباط ما يعتزم نتنياهو تطبيقه لتدمير عملية السلام. ولكن نتنياهو لا يستطيع في غياب تأييد أمريكي أن ينفذ خططه ، فالادارة الأمريكيةالجديدة بقيادة أوباما تحمل رؤية مختلفة عن سابقتها وعازمة على تنفيذ فكرة الدولتين التي يتهرب منها نتنياهو وقد عينت مبعوثاً للمنطقة خبيراً بها وقد زارها في مستهل أيام الإدارة الجديدة ويزورها الآن وهو وضع يجعل نتنياهو واقعاً تحت ضغط أمريكي وان كان خفياً للتجاوب مع إيقاع السلام.