يقول العالم الجليل الشيخ محمد علي الصابوني حفظه الله ونفع بعلومه في كتابه (الابداع البياني في القرآن الكريم) (ان الهدف من ضرب الامثال هو توضيح الغامض وتقريب البعيد بعد تجلية المعنى من غير كد للذهن ولا ارهاق للفكر) قال تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون) وقال ابو تمام في مغنية تغنى بالفارسية: فبتُّ كأني أعمى معنىَّ يحب الغانيات ولا يراها والأمثال في كل العالم وبكل اللغات لها ذوق ومعنى، ولكن الأمثال المكية تمتاز على الجميع لانها خليط بحكم التمازج السكاني بالحجاج وبالمعتمرين، وكذلك المطبخ المكي (هندي وجاوي وايراني ومصري وسوري ولبناني) اذ كان المكي اذا أجر بيته وطلعت الاسرة في المبيتات يجتمع الرجال ببعضهم وكذا السيدات وكثيراً ما كان يحصل زواج بنت الحاج من ابن راعي الدار ونادراً ما كان يحصل العكس.. فمثلا يقول احد المكيين (ما يعرف رطني الا ولد بطني).. ويقول آخر (فلان يضرب بالقدوم ويمسح بالفارة) ويقولون عن الفهلوي (يدخل من بيت العروسة ويخرج من بيت العريس) ويقولون عن الشخص الإمَّعة (صفر على الشمال) ولكن عمي الشيخ صالح بن محمد التويجري رحمه الله (ان الصفر على الشمال يفتح الخط الدولي لذلك فهو مهم) ويقولون (أهل مكة أدرى بشعابها، وروَّاد المساجد ادرى بعبادها، وكلاهما بمعنى واحد) والاختلاط بالحجاج وبالمعتمرين انتهى من أكثر من ثلاثين عاماً، وكان الحاج والمعتمر على السواء يرون في شخص قاطني الحرمين الشريفين الطهر والبراءة والتي فرط البعض فيها وتغيرت تلك الصورة (بكل أسف) والرفق ضد العنف وفي الحديث من ولي أمرا من امور المسلمين فرفق بهم اللهم فارفق به، ومن ولي أمرا من أمور المسلمين فشقَّ عليهم فاشقق اللهم عليه، وكان لمعاوية بن الحكم رضي الله عنه جارية ترعى غنما له قبل احد والجواينه فاطلعت ذات يوم فاخذ الذئب شاة من غنمها فصكها معاوية (اي لطمها) فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليه فقلت أأعتقها؟ فقال ائتني بها فجاءت فسألها المصطفى صلى الله عليه وسلم أين الله؟ قالت في السماء فسألها من أنا؟ قالت أنت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة وهكذا كانوا يعرضون أمورهم ليوجههم فيها جزاه الله عن الاسلام وعن المسلمين خيراً انه جواد كريم.