إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الرابع والعشرين تجسد حرص حكومتنا الرشيدة لدعم كافة المظاهر والمناشط الثقافية والتراثية التي تعبر عن رقي وأصالة هذا البلد المعطاء. والمهرجان عمل طيلة السنوات الماضية على التأكيد بأن هذا التجمع الثقافي الحضاري العالمي يتيح لأبناء هذا الوطن الكريم فرصة طيبة لاستقبال أعلام المفكرين والمبدعين من أنحاء العالم ليشاركوهم مشاهدة نماذج حية من مجالات النهضة الثقافية والإحياء التراثي في مملكتنا الحبيبة، حيث تتحول ساحة الجنادرية إلى نافذة كبيرة تطل على أرجاء المملكة وعلى العديد من الأرجاء العربية والإسلامية المعاصرة منها والتاريخية، إذ إن المهرجان يتيح الفرصة للمواطنين والمقيمين في بلادنا العزيزة للاطلاع على صور من الأنشطة، والتقاليد، والعادات العريقة، والحرف البيئية، والصناعات اليدوية، والتقليدية فضلاً عن الزيارات الميدانية التي تنظمها إدارة المهرجان لضيوفه، كما ان الندوات الثقافية العديدة سواء الفكرية منها والأدبية تساهم بشكل فعال في العمل على تبادل الأفكار وإثراء المعارف فضلاً عن تعزيز العلاقات بين المشاركين. ونحن نرحب باستضافة جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية للأنشطة الثقافية التي سيقيمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- في مبنى المؤتمرات، والذي يأتي من باب تعاون الجامعة مع الجهات والمؤسسات الحكومية الأخرى خصوصاً قطاع الحرس الوطني. كما أنوه برعاية صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة لختام مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات مساء الاثنين المقبل في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم في مبنى المؤتمرات. والمتأمل يجد إن هناك جهوداً كبيرة تبذل وتعاوناً وثيقاً يقدم من أجل إعداد وإخراج هذه العمل الوطني الكبير، كما أن الفعاليات المعروضة هي ثمار إنجازات كثيرة من أجهزة الدولة وقطاعاتها الأهلية كل في مجاله، ومن ثم فإن استمرار نجاح المهرجان السنوي يدل على كفاءة في التعبير وتقدم في الأداء والإنجاز في تلك الأجهزة والقطاعات.