المتتبع لأسواق جدة التجارية تطوراً.. وحركة.. واقبالاً.. يسلم بلا جدال بأن القدرة الشرائية لدينا بألف خير.. ويعرف بأننا شعب يحب التسوق والاقتناء.. ومهما قيل عن انحسار الدخول نتيجة ما أصاب الاقتصاد العالمي من ارتباك.. واهتزاز.. فإن اقتصاد المملكة ظل الأكثر حضوراً ونجاحاً. وزيارة واحدة لأحد المراكز التجارية الكبرى في جدة تجعلك على قناعة بأن حركة الأسواق بخير وأن الانسان السعودي مازال يركض بعافية وشراهة لاقتناء كل جديد.. والركض خلف ما تطرحه الأسواق وتزدهي به واجهات المحلات. ولعل هذا يذكرنا بأسواق بيروت التجارية والتي مازالت رغم الحروب.. والدمار.. والقصف.. تعتبر من أنشط الأسواق وأكثرها ازدحاماً.. وحركة.. ومبيعات وتطرح أحلى وأروع ما تطرحه الأسواق في العالم ومازال الناس يرددون بأن ما تطرحه باريس في الصباح تستقبله أسواق بيروت في المساء. هذه الحركة.. وهذا الاقبال.. جعل الأسواق تزداد حضوراً.. وقد لا أبالغ اذا قلت باننا في كل يوم أصبحنا نشهد مشروع انشاء سوق جديد في جدة وبشكل حضاري كأفخم الأسواق في العالم. وصديقي الذي كان يزور المملكة لأول مرة أذهلته الأسواق والمولات الجديدة وكان يسألني بلهفة هل هذه المولات تجد الاقبال المطلوب الذي يشجع على زيادتها.. وانشائها بهذه المساحات الشاسعة.. وهذه الأعداد المتزايدة؟. وأتذكر في الماضي القريب أو البعيد عندما كنا لا نجد في جدة إلا بعض المحلات الكبيرة حتى ان بدأت المولات بواحد أو اثنين قبل أن تصبح بالعشرات مثل ما هي عليه اليوم لتجد اقبالاً مذهلاً كأكبر الأسواق التي تستقطب الاهتمامات وتضج بكل حلو.. وجديد.. وأصبحت ما تطرحه الأسواق في العالم صباحاً مطروحاً في أسواق جدة مساء.. ورغم كل هذا الحشد من المولات الفخمة.. والكبيرة.. والشهية.. فان الاعداد لمزيد من المولات الجديدة الفارهة جار على قدم وساق. ولن نجانب الحقيقة اذا ما قلنا بأن أسواق جدة التجارية اليوم هي الأحلى .. والأبهى.. والأكفأ عربياً بدون جدال. وهذا ما جعل التسوق المحلي أفضل عشرات المرات من الاقتناء في أسواق الدول الأخرى ابان السفر هنا وهناك. لقد أصبحت عروس البحر مدينة البهاء.. والجمال.. والأسواق التي لا تصد .. ولا ترد.. فلا يملك الإنسان أمام كل رائع وجميل إلا أن يصرف بسخاء. آخر المشوار قال الشاعر : ولستُ بناسٍ إن نسيت وقوفنا بأبحر عند الفجر والبدر سَامرُ