إذا كانت إسرائيل تعتقد ولو للحظة أنها بهجومها (البربري) على غزة تستطيع أن تقضي على الفلسطينيين أو القضية الفلسطينية فهي (واهمة) جداً .. والمجازر التي ترتكبها اليوم بحقهم ستولد الحقد والثأر لدى الاجيال القادمة وستظل طيلة ما بقيت في عالمنا العربي (مرتبكة) و(قلقة) ولن يهنأ لها بال إلا بالسلام وإعادة الحقوق المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة . صحيح أن الموت والدمار في (غزة) تقشعر له الأبدان ولكن عودنا التاريخ أن هذا هو ثمن الحرية والاستقلال .. فالاتحاد السوفيتي وقد كان دولة عظمى وقتل من الأفغان أكثر بكثير مما فعله الإسرائيليون .. وبالرغم من ذلك خرج (الروس) مدحورين مهزومين (بالكلاشينكوف وآر بي جي) فقط .. وتفكك بعدها الاتحاد السوفيتي ليتشرذم دولاً ودويلات. والجزائريون فقدوا ما يزيد عن (مليون شهيد) حتى أن مدينة (سطيف) فقدت في ليلة واحدة فقط (45.000) خمسة وأربعين ألف شهيد وبالرغم من ذلك تحررت الجزائر وخرج الفرنسيون يجرون أذيال الهزيمة. وهذا أيضاً حصل مع المقاومة الفرنسية والأسبانية أيضاً .. لقد تبددت احلام إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان وبعد حرب 2006م والآن في غزة بأن تكون دولتهم من النيل إلى الفرات فتلك الاحلام قد تبخرت وأصبحوا يبحثون عن دولة آمنة فأعادوا غزة وأعادوا السلطة الفلسطينية .. وأعادوا جنوب لبنان .. وأعادوا سيناء والآن يفاوضون سوريا .. لقد تأكدوا وبأنفسهم أن احلامهم هي سراب في سراب .. فالعالم قد تغير .. وكل أصبح يبحث عن مصلحته وأمريكا الآن (الأب غير الشرعي لإسرائيل) في وضع محزن بعد أن انهار اقتصادها وبشكل لم تشهد له من قبل مثيلاً .. وأصبحت في حرج مع شعبها الذي يعاني الأمرين من هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة .. وعلينا أن نناصر إخوتنا في غزة بكل ما نستطيع مالاً ودعاءً ، أما الجهاد بالنفس ففلسطين غنية برجالها. إن إسرائيل لا تستطيع أن تنتصر أبداً إلا إذا اختلف الفلسطينيون ولم يتحدوا .. وإذا اختلف العرب ولم يتحدوا .. وهذا ما تنبه له (فارس العرب) خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ونبه له ودعا صادقاً لتوحد العرب وإلى مصالحة فورية أتت أكلها في (مؤتمر الكويت). إن الدولة الفلسطينية بدت طلائعها أكثر من أي وقت مضى بعد أن تأكد العالم أجمع أن لا مجال للسلام في الشرق الأوسط إلا بإقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل. آخر السطور: وما استعصى على قومٍ منال إذا الاقدام كان لهم ركابا (أحمد شوقي)