أكدت الإحصاءات الخاصة بالأداء التشغيلي للخطوط السعودية لعام 2008م ، تخلف ما يزيد على ثلاثة ملايين و618 ألف راكب عن السفر رغم التأكيد النهائي والمسبق للحجز حيث بلغ عدد الركاب الذين تخلفوا عن السفر على الرحلات الداخلية مليونين و306 آلاف راكب ومليوناً و15 ألف راكب على الرحلات الدولية ، الأمر الذي يسبب للخطوط السعودية خسائر مادية وغير مادية ويؤدي إلى عدم تلبية جميع متطلبات السفر للركاب . صرح بذلك معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية مشيراً إلى أنه رغم كل الجهود التي تبذلها المؤسسة من حيث مراجعة الرحلات والبرامج الخاصة بمراقبة الحجوزات للأفراد والوكالات والاتصال بالمسافرين وتوفير كافة السبل التي يمكن من خلالها إلغاء الحجز على مدار الساعة سواء بالاتصال الهاتفي أو عبر شبكة الإنترنت أو من خلال برامج الخدمات الذاتية . رغم ذلك ، وكما أشار معاليه ، فإن نسبة تخلف الركاب عن السفر سجلت تزايداً مستمراً نتيجةً لعدم تعاون البعض بإلغاء الحجز عند العدول عن السفر مطمئنين إلى أنه لن تكون هناك أي إجراءات للحد من تلك الظاهرة حيث يمكن معاودة الحجز في أي وقت وعلى أي رحلة وقد لا يتم السفر في نهاية المطاف رغم كل الوسائل المتاحة لإلغاء الحجز . وأضاف معاليه .. إننا ندرك جميعاً أن الخطوط السعودية ليست كغيرها من شركات الطيران لأنها تمثل في حقيقة الأمر صرحاً هاماً من صروح اقتصادنا الوطني وقامت لأكثر من ستين عاماً بدور رائد في خدمة خطط التنمية في مختلف أنحاء المملكة وفتح مجالات التقدم والارتقاء الوظيفي للآلاف من أبناء الوطن . وحرصت دائماً في عقود الخدمات وفي إنتاجها الغذائي من خلال تموين (السعودية) على إعطاء الأولوية للمؤسسات الوطنية وللمنتج الوطني وبالتالي تدوير الجزء الأكبر من إيراداتها ومصروفاتها في خدمة اقتصاد بلادنا الغالية .. وبالتالي ، لم يعد من المقبول استمرار هذا النزيف من الخسائر نتيجةً لتخلف ملايين المسافرين عن السفر في كل عام رغم التأكيد النهائي والمسبق للحجز . وأوضح معاليه أن شركات الطيران الأخرى لا تعاني مثل هذه الخسائر لأنها ببساطة تفرض غرامات فورية على أي مسافر يتخلف عن رحلته بعد تأكيد الحجز .. ورغم أن (السعودية) لم تكن تحبذ مطلقاً مثل هذا الإجراء وركزت لسنواتٍ طويلة على جهود توعية المسافرين بمختلف الوسائل ، إلا أنها اضطرت مؤخراً إلى التفكير في تطبيق هذا الإجراء ، ليس بهدف فرض الغرامة في حد ذاتها ، وإنما سعياً لتوفير إمكانية السفر للعملاء في أي وقت وتفادي مغادرة الرحلات بمقاعد شاغرة رغم وجود عملاء آخرين هُم في أمس الحاجة للسفر إلى جانب حاجة المؤسسة للاستفادة من ملايين المقاعد المهدرة في خدمة ركاب الانتظار وتحسين حصتها التسويقية وإيراداتها التشغيلية وبالتالي دعم منظومة تطوير الخدمات للعملاء الكرام . كما تطرق معاليه إلى الآلية التي سيتم تطبيقها إعتباراً من الأول من فبراير من هذا العام مؤكداً أن هذه الآلية التي سيتم شرحها للعملاء من خلال وسائل الإعلام وفي مكاتب المبيعات والحجز ، تأتي وفق خطة مرحلية تهدف إلى تحقيق الإيجابية في الالتزام بالسفر بعد تأكيد الحجز أو إلغائه عبر الوسائل العديدة المتاحة لذلك والتي سبق الإشارة إليها . وفي ختام تصريحه ، أهاب معاليه بالعملاء الكرام المبادرة إلى إلغاء الحجز عند العدول عن السفر انطلاقاً من حقيقة أن الخدمة المثالية هي جهدٌ مشترك بين الخطوط السعودية والعملاء الكرام مُعبراً عن ثقته في تفاعل العملاء مع جهود المؤسسة التي تهدف أولاً وقبل كل شيء إلى توفير إمكانية السفر في أي وقت والارتقاء بمستوى خدماتها التي تعتز بتقديمها إليهم في كل وقتٍ وحين.