يجلسون على قارعة الطريق ، أعينهم تتربص بالمارة من أصحاب السيارات وما إن تقف بسيارتك إلا وتجدهم يسرعون نحوك من جميع الجهات يعرضون خدماتهم عليك قبل أن تسألهم عن ماذا تريد؟. إنهم مخالفو نظام العمل والاقامة الذين يحاولون الهرب عن أنظار الجوازات بتسلق قمم الجبال خوفاً من القاء القبض عليهم وترحيلهم إلى بلدانهم. وقد رصدت (الندوة) خلال تواجدها في العديد من أحياء العاصمة المقدسة انتشار هؤلاء المخالفين لنظام العمل والاقامة من جنسيات مختلفة بشكل ملفت للانظار حيث يشكلون خطراً لكونهم لا يحملون اقامات نظامية فمنهم من يقوم بغسيل السيارات واخرون يعملون في أعمال أخرى كالكهرباء والسباكة واللياسة. اقتربت من مجموعة من المخالفين لنظام العمل والاقامة وكانوا من جنسيات مختلفة تجلس على احد الأرصفة أمام محلات بيع الأدوات الكهربائية ومواد البناء وما أن أوقفت سيارتي إلا وأقبلوا مسرعين نحوي كأنهم ظفروا بغنيمة فمجموعة طلت عليَّ من نافذة الراكب واخرون من النوافذ الأخرى وقاموا بعرض خدماتهم عليَّ فقلت لهم لدي قلاب بطحاء وأريد أن تقوموا بتصعيد البطحاء إلى الدور الثاني ..فسألوني عن عدد الدرج فأخبرتهم بها ..وبعد ذلك سألتهم عن السعر فقالوا: 450 ريالاً وبعد محاولات عديدة قالوا: 350 ريالاً مبينين بأن سعر القلاب الكبير 350 ريالاً والسيارة الصغيرة 200 ريال، أحدهم كان متحمساً للعمل فسألته عن اسمه فأجاب قائلا: غلام رشيد وأنهم (6) أشخاص سوف يقومون بتصعيد البطحاء إلى الدور الثاني مقابل (350) ريالاً ولن يستغرق ذلك العمل منهم وقتاً طويلاً، فسألته هل لديكم اقامات؟ فابتسم وقال هل أنت في الجوازات ؟ قلت: لا ولكن مجرد سؤال قال: ليس لدي اقامة وكل الجماعة ليست لديهم اقامات فقلت: يمكن تأتي سيارة الجوازات وتقبض عليك أثناء قيامك بتصعيد البطحاء قال: إن شاء الله ما في مشكلة، قلت: أين تسكن؟ نظر إلى أصدقائه وقال: أنا أسكن في الجبل، قاطع كلامه أحد أصدقائه قائلاً: أنت لديك عمل أم لا؟ قلت يوجد عمل ولكن السعر 350 ريالاً كثير قلت ب 300 ريال ، قالوا: لا ب (350) ريالاً نحن نقوم ونطلع البطحاء فانصرفت عنهم.وبعد مسافة ليست بعيدة عنهم وجدت مجموعة أخرى من المخالفين لنظام العمل والاقامة وأوقفت سيارتي وقد حصل لي كما حصل في المرة الأولى فقد اقبلوا مسرعين نحوي فأخبرتهم بأني أريد كهربائي قال: أحدهم يوجد المهندس محمود وصاح منادياً يامهندس محمود، رأيت الشخص الذي يحمل حقيبة في يده بها الأدوات التي يستخدمها في الكهرباء فقلت له : كيف عملك يامهندس؟ قال : تمام التمام أنت تأمر قلت بأن الاتصالات أوصلت لي سلك الهاتف إلى باب العمارة وهناك أسلاك عديدة ولا أعلم أي سلك منها الذي يمكن توصيل الخط فيه فقال بسيطة (50) ريالاً قلت : المبلغ كبير أعطيك (10) ريالات قال شوف غيري. عطب وإدعاء فيما تحدث عدد من المواطنين عن هؤلاء المخالفين لنظام العمل والاقامة ففي البداية تحدث المواطن أحمد الحارثي قائلاً: إن هؤلاء المخالفين يقومون بتخريب الشيء الذي يطلب منهم اصلاحه حيث أنهم يعملون دون خبرة سابقة وقد يحصلون على الخبرة هنا ففي احدى المرات أخذت أحدهم لكي أصلح سخان مياه وقام بعدة محاولات في الفك والتركيب وتغيير قلب السخان قال: لابد من تغيير السخان بآخر جديد. ويقول المواطن الحارثي أين الجوازات عن مثل هؤلاء المخالفين لنظام العمل والاقامة؟.أما المواطن رامي عسيري فيقول : حضرت إلى هذا المكان لأنه معروف لدى الجميع بوجود الايدي العاملة بسعر مخفض بالاضافة إلى تواجد العديد من أصحاب المهن والحرف في مكان واحد ..وسألته اذا كان يسأل العامل الذي يقوم بأخذه من ذلك الموقع هل لديه اقامة نظامية أم لا؟ قال : ليس من اختصاصي أن أسأله هل لديه اقامة أم لا فهناك جهات مختصة عن هذه الأمور. ألم تعلم بالعقوبة والغرامة الصادرة من الجهات المعنية بعدم إيواء وتشغيل المخالفين لنظام العمل والاقامة عبر وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمقروءة ..قال: نعم أعلم عن هذه الأمور ولكن كيف أسأل عاملاً يقف في وسط النهار أمام محلات الأدوات الكهربائية أو مواد البناء هل لديه اقامة أم لا؟ .ليس من عملي ..فأنا أريد اصلاح كهرباء أو مواسير مياه وبعدها ينصرف إلى حيث كان. أما المواطن هاني القرشي فيقول بأن هؤلاء المخالفين لنظام العمل والاقامة يشكلون خطراً حيث أنهم لا يحملون اقامات نظامية وقد يقومون باتلاف الشيء بدلاً من اصلاحه ثم الهروب وكيف يستطيع الشخص بعد ذلك أن يجده طالماً ذلك المخالف مجهول الهوية. وأضاف وقد يكون ذلك المخالف من أصحاب السرقات فيريد أن يتعرف على مخارج المنزل ومداخله كي يستطيع فيما بعد سرقة منزلك أثناء غيابك..ويضيف القرشي فيجب علينا جميعاً الحذر من مثل هؤلاء المخالفين وعدم التعاون معهم أو تشغيلهم والتعاون مع الأجهزة المعنية في الابلاغ عنهم لابعادهم عن وطننا الغالي.