يسود هدوء حذر قطاع غزة غداة سريان وقف إطلاق النار المعلن من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في وقت استأنف فيه الاحتلال أمس إعادة نشر جنوده في القطاع، بينما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن 48 من عناصرها استشهدوا في الحرب على غزة بينهم استشهادي واحد. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه سيتم سحب القوات بشكل تدريجي من القطاع وأن الانسحاب سيستكمل في فترة وجيزة نسبيا. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سينشر في ما سماها مواقع مفصلية وحدات نظامية ًعلى امتداد الحدود مع القطاع تحسباً لأي تصعيد جديد من جانب حماس بحسب هذه المصادر.وأفاد مصدر مطلع في إسرائيل أن الجيش سيستكمل انسحابه من غزة مساء اليوم الثلاثاء، وهو الموعد المقرر لتنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.أما في غزة فقد بدأت الحركة تعود إلى الشارع بشكل بطيء، في وقت تشهد فيه أجواء القطاع تراجعاً في وتيرة تحليق طائرات الاستطلاع، بالرغم من خرق الزوارق الحربية الإسرائيلية لهذا الهدوء بإطلاقها النار على مناطق غير مأهولة شمال القطاع كانت قد شهدت معارك ضارية. وبموازاة ذلك تواصل فرق الإنقاذ بحثها بين ركام المنازل المهدمة عن شهداء محتملين. وقال مسعفون طبيون إنه تم انتشال جثث 15 طفلا وامرأة من بين ركام منزلهم الذي دمر من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. يأتي ذلك بعد يوم من انتشال مائة جثة تحت الأنقاض في أماكن متفرقة من غزة بعد وقت قليل من سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد. وبذلك وصل عدد الشهداء إلى 1300 بينهم 410 أطفال (32%) و104 سيدات (8%). أما الجرحى فقد وصل عددهم 5340 منهم 1855 طفلا (35%) و795 من النساء (15%). وقال مدير الإسعاف والطوارئ بقطاع غزة معاوية حسنين إن معظم الجثث التي تم العثور عليها لأطفال ونساء وكهول، وأضاف أنه تبين لفرق الإسعاف أن عددا من الشهداء تم إعدامهم. كما كشفت الساعات التي أعقبت إعلان تل أبيب وقف إطلاق النار، حجم الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالبنية التحتية للمدن الفلسطينية. وقد قدرت هيئة الإحصاء الوطني الفلسطيني الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 1.6 مليار دولار، مضيفة أن العدوان الإسرائيلي هدم نحو أربعة آلاف مبنى سكني وسواها بالأرض إضافة لأضرار كبيرة لحقت بحوالي عشرين ألف منزل. في هذه الأثناء أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن 48 من عناصرها استشهدوا في الحرب على غزة بينهم استشهادي واحد.