نقلت صحيفتان فرنسيتان شهادتين: الأولى لطبيبين نرويجيين يؤكدان استخدام أسلحة محظورة ضد سكان غزة, والثانية لنائبة أوروبية تخص الوضع الكارثي في قطاع غزة. صحيفة لوموند نشرت شهادة طبيبين نرويجيين عن حالات إصابة بأسلحة جديدة يستخدمها الإسرائيليون ضد المدنيين في غزة، ما يؤكد التقارير المتواترة عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة محظورة دوليا أقلها قنابل الفوسفور التي تقتل أو تلحق أضرارا فادحة بكل من يتعرض لها. الطبيبان مادس غيلبرت وإريك فوس وهما الغربيان الوحيدان اللذان كانا موجودين أمس الأحد بمستشفى الشفاء في غزة, نجحا في نقل 15 فلسطينيا مصابين بجروح خطيرة جراء استخدام تلك الأسلحة إلى خارج القطاع عبر معبر رفح بعدما تعرض موكبهم في محاولة أولى لنيران القوات الإسرائيلية. وقالا إنهما لم يشاهدا أثناء وجودهما في مستشفى الشفاء حروقا ناجمة عن الفوسفور أو الذخائر العنقودية, إلا أنهما أكدا في المقابل أن الحالات التي عايناها تدعوهما إلى الجزم بأن إسرائيل استخدمت أنواعا جديدة من الأسلحة ضد سكان قطاع غزة وهي ذاتها المستخدمة سابقا من قبل الجيش الأميركي.وأضاف الطبيبان النرويجيان أن الأسلحة التي تحدثا عنها والتي يطلق عليها اختصارا ( دي.أي.أم.إي) (المعدن الكثيف الخامل) عبارة عن كرات صغيرة تحتوي على واحد أو أكثر من معادن عدة بينها الكربون والنيكل والحديد والكوبالت, وتخترق الجلد وتنفجر داخله. وأوضحا أن هذه الكرات الصغيرة ذات قوة تفجيرية هائلة, مؤكدين أنها تؤدي إلى انشطار جسم الضحية إذا انفجرت على مسافة مترين. أما إذا انفجرت على مسافة ثمانية أمتار فتتسبب في حرق الأرجل وبترها. وأشارا أيضا إلى أن حالات عديدة مماثلة سجلت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006. وأكد الطبيبان اللذان يقومان بمهمات في الشرق الأوسط منذ عشرين عاما مع منظمة (نورواك) النرويجية غير الحكومية, أن تجارب أجريت على فئران بينت أن جزيئات الكرات المتفجرة التي تظل في أجساد الضحايا تؤدي إلى إصابتهم بالسرطان. الطبيبان تساءلا في الختام عما إذا باتت غزة مختبرا لصانعي الموت, كما تساءلا عما إذا كان مسموحا -في القرن الحادي والعشرين- بمحاصرة 1.5 مليون إنسان وقصفهم بهذه الطريقة بزعم أنهم (إرهابيون). من جانبها كتبت صحيفة لوباريزيان في متابعة لتطورات الوضع بقطاع غزة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كسبت الرأي العام الفلسطيني بفضل صمودها في مواجهة القوة الإسرائيلية العاتية التي تدك غزة جوا وبرا وبحرا منذ ما يزيد عن أسبوعين.