ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 905 قتلى فلسطينيين، بينهم 15 سقطوا منذ فجر أمس الاثنين في عمليات قصف إسرائيلية على القطاع، بينما زاد عدد المصابين عن 4 آلاف جريح. وعلى عكس التوقعات التي تحدثت عن قرب إنهاء هجومها العسكري على قطاع غزة، دفعت إسرائيل بآلاف جنود الاحتياط في المعارك التي دخلت يومها ال17. وكانت إسرائيل قد أحجمت حتى الآن عن استخدام جنود الاحتياط في المعركة، ريثما يبحث زعماؤها مسألة القيام بهجوم بري شامل على بلدات ومدن غزة في محاولة لتدمير قدرة حماس على إطلاق الصواريخ. ومثل هذه الخطوة ستخاطر بزيادة عدد القتلى والجرحى في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى وقوع خسائر أفدح بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة والمتكدسين في ذلك القطاع الساحلي الصغير بلا أي طريق للهروب. وقال المتحدث العسكري آفي بناياهو للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي (بدأنا إشراك قوات الاحتياط في العمليات في قطاع غزة)، لكن من دون توضيح ما إذا كانت الأوامر قد صدرت للقوات الإسرائيلية باجتياح المناطق المأهولة وهو أمر ينطوي على المخاطرة بوقوع خسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي، وخسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق مدينة غزة مع تصاعد القتال في تحد لمطالبة مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، الذي اعتبرته إسرائيل (غير قابل للتنفيذ). ودخلت القوات والدبابات الإسرائيلية الأجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة تدعمها طائرات الهليكوبتر، وواجهت نشطاء حماس الذين تصدوا لها بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف المورتر. وعلى مشارف المدينة تفحص محمود أبو حصيرة أنقاض منزله في منطقة شهدت قبل ساعات اشتباكات بين الدبابات وقوات المشاة الإسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين. وتساءل (أين سننام نحن وأطفالنا.. في الشارع.. ما عادت عندنا أغطية ولا مواقد ولا طعام ولا ماء. كل شيء دمر). وشددت المصادر السياسية على أن إسرائيل ستوسع عملياتها في القطاع، وتنتقل إلى المرحلة الثالثة، ما لم تتلق وعدا بوقف عمليات التهريب من شبه جزيرة سيناء عبر محور فيلادلفي. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مرارا ما يسمى بممر فلادلفيا على حدود غزة مع مصر والممتد لمسافة 15 كيلومترا، مستخدمة أحيانا ذخيرة (خارقة للحصون) تنفجر تحت الأرض وتسبب موجات اهتزازية في محاولة لجعل الأنفاق تنهار.