سبورة أطفال!!

فيها المعاني مزدحمة .. والأفكار بريئة كنقاء قلوبهم ..
والألوان صادقة .. مختلطة ببصمات أناملهم الشفافة ..
والخطوط .. مائلة .. منحنية .. وأحياناً مبتسمة ..
والسعادة تغمر الأطفال .. بألوان وسبورة بيضاء ..
فهذا طفل يرسم فراشات فضية .. وأخرى ذهبية ..
تمنحنا تألقاً وبهاء ..
وتلك طفلة ترسم .. سُحباً .. تهطل ورداً ..
.. وتنثر عطراً .. وتزرع فينا معاني العطاء ..
وهذا طفل آخر يرسم قمراً .. يضيء بأشعته الفضية ظُلم الظلماء ..
وهذا آخر .. يرسم شمساً ..
ويرسم ظلاً.. أطول من حد الضياء .. “أ تراها فلسفة الحياة” ؟؟!
وترسم أخرى .. قوس قزح ..
يمتد من الطفولة حتى الكهولة .. دون عناء .. دون بكاء ..
ويرسم آخر طريقاً ليس له انتهاء ..
معنوناً للوحته .. بصحراء اللقاء .. “حينما تعج الدنيا بتعنت الأصفياء” ..
ورسم آخر .. لطفل حالم .. يرسم صروحاً شامخة .. وحمامات بيضاء محلقة ..
وزوارق .. راحلة .. وموانئ مظللة .. بالصمود والإباء ..
معنوناً للوحته ب “شقاء الهناء” ..
وطفل أخير يمسح السبورة البيضاء منادياً بانتهاء الوقت ..
قائلاً : رسمنا كثيراً .. فهل قرأتم ما رسمنا ؟؟!..
أم أن رسومنا.. تاهت واختلطت ..
فهوت من ضمائركم .. دونما ارتقاء ..