هذه مسألة قديمة .. ربما بدأت منذ أن انطلقت المرأة في بلادنا تعمل ويصبح لها مرتب شهري يعينها على متطلبات الحياة. وأعني بها المرأة المتزوجة التي تجد نفسها فجأة تعمل ليل نهار ومثقلة في خدمة البيت والزوج والأطفال ومع ذلك فان راتبها الشهري ليس لها منه شيء فزوجها (العزيز) أصبحت أولى مهماته هو القاء القبض على راتب زوجته والتمتع به وتطنيش الزوجة المسكينة التي أصبحت تعمل بدون مقابل!!. والمدهش حقاً أن بعض الأزواج الذين يعقلون ذلك يعتبرون سطوتهم على رواتب زوجاتهم حق لا مراء فيه .. ولهذا فانهم لا يخجلون من وضع أيديهم على رواتب زوجاتهم .. ولا يخافون في ذلك من الله بل أن بعضهم يلجأون إلى أساليب عنيفة وغير مشروعة من أجل الحصول على رواتب زوجاتهم .. والويل لمن ترفع صوتها وتطالب براتبها فان ذلك يعني قيام حرب ضروس بينها وبين زوجها .. وقد يهدد الزوج بعدم تلبية رغبات زوجته وتغطية احتياجاتها في حالة حرمانه من راتبها وكأن الزوجة هي المسؤولة عن الصرف على نفسها وعلى أطفالها وبيتها!!. إن راتب الزوجة من حقها فهي التي تتعب .. وتعمل .. وتتكبد المشقة في الجمع بين العمل وخدمة بيتها وأطفالها وزوجها فمن الظلم أن يسلبها الرجل حقها في راتبها ويسطو عليه كل شهر دون حياء..!!. إن هناك الكثيرات من الزوجات يقمن بمساعدة أزواجهن بالصرف أو بالاصح المساعدة في الصرف على تأمين احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن وربما تأمين بعض مستلزمات البيت أيضاً وهن يفعلن ذلك عن طواعية وبطيبة خاطر وهذا ما يجب أن يحرص عليه الأزواج بعيداً عن (سرقة) رواتب زوجاتهم بالقوة .. أو حتى بسيف الحياء..!!. والأصل في تصوري هو أن يترك الأزواج الحرية لزوجاتهم ايداع رواتبهن في حساباتهن الخاصة في البنوك وعدم اكراههن في الصرف منها لأن مسؤولية البيت والأطفال هي مسؤولية الزوج في كل الأحوال ومن العيب أن يسمح الرجل لنفسه بالسطو على رواتب زوجته وصرفها حسب ما يراه. والغريب .. والعجيب أن بعض هؤلاء الأزواج يتمتعون بالأخلاق .. وبأداء واجباتهم الدينية على الوجه الأكمل .. ولديهم الرجاحة الكافية في حياتهم وتصرفاتهم ولكنهم مع ذلك لا يتورعون عن سلب رواتب زوجاتهم ولا يقبلون منهن أي نقاش حول هذه المسألة!!. إن الزوجة قد تُطلق في يوم من الأيام .. وقد يموت الزوج مبكراً فالموت حق علينا جميعاً فلا يجب أن يورط الأزواج أنفسهم في أخذ أموال زوجاتهم بالقوة أو بسيف الحياء .. ورفقاً بالقوارير. آخر المشوار قال الشاعر: من عفَّ عن ظُلم العباد تورُّعاً جاَءَتهُ ألطافُ الإله تبرعاً