يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله المؤتمر والمعرض التقني السعودي الخامس بمدينة الرياض والذي تنظمه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني خلال الفترة من 14إلى 17 محرم المقبل. ورفع محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني نائب رئيس مجلس الادارة الدكتور علي بن ناصر الغفيص خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر المؤسسة في الرياض الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على الموافقة السامية لإقامة هذا المؤتمر مشيراً إلى أن الرعاية دليل على الاهتمام المتزايد بقضايا توطين التقنية وتطوير موارد القوى البشرية والتشجيع والدعم اللذين تجدها المبادرات الرامية لإعادة توجيه خطط وبرامج التدريب بما يحقق المواءمة مع متطلبات التنمية واحتياجاتها الحقيقية. وأوضح محافظ المؤسسة أن الطموح هو الانتقال من مصاف الدول المستهلكة للتقنية إلى مصاف الدول المنتجة للتقنية الحديثة وأن هذا الطموح يقوم على عمل دؤوب وإرادة وتصميم وإنجاز ملموس وأن المؤتمر يعزز كل هذه المكتسبات من خلال أوراق العمل التي يبحثها المؤتمر والمداخلات والمناقشات التي ستجري بين المختصين والباحثين والأكاديميين والبحوث العلمية التي ستقدم في شتى حقول التقنية الناشئة في بلادنا ولمواكبة مستجدات العصر في ميادين التقنية المختلفة. وأشار إلى أن المؤتمر الذي تنظمه المؤسسة للمرة الخامسة يهدف إلى استعراض أبرز الاتجاهات الحديثة والتجارب العالمية التي تساعد على تطوير التدريب التقني والمهني ومناقشة استراتيجيات تطويره في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على سوق العمل إضافة إلى عرض التطورات الحاصلة في الأوساط التعليمية والتدريبية وتبادل الخبرات وتقوية العلاقات بين مؤسسات التدريب التقني والمهني وقطاعات العمل الخاص والمجتمع بشكل عام كما يهدف أيضاً إلى تشجيع البحوث العلمية في المجالات التقنية كأنظمة القوى والآلات الكهربائية والإلكترونية والاتصالات والمعلومات والتقنية الميكانيكية والإنتاج الصناعي والكمبيوتر وتقنية التشييد والإنشاءات المعمارية والتقنية الكيميائية والإدارية. وبين معاليه أنه تم دعوة مختصين من (23) دولة قدموا 300 ورقة بحث علمي اختير منها في المؤتمر 209بحث تم اختيارها من قبل 54 محكماً شاركوا في تحكيم الأوراق العلمية. وأكد أن المؤسسة عملت خلال السنوات الثماني الماضية على تفعيل نتائج المؤتمرات التقنية التي نظمتها ومنها بدء تنفيذ برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك الذي يعتمد على استغلال الإمكانات المتاحة والقدرات التدريبية لدى قطاع العمل لتوسيع مجالات التدريب ويشارك فيه مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الغرف التجارية الصناعية وصندوق تنمية الموارد البشرية ومكاتب العمل . . وكذلك الانتهاء من بناء المعايير المهنية لأكثر من (270) مهنة في مختلف التخصصات التقنية والمهنية بالتعاون مع الخبراء والمختصين الممارسين في سوق العمل في مشروع بناء معايير المهارات المهنية الوطنية كما تشمل دعم برامج المؤسسة بالإمكانات الفنية والبشرية اللازمة ومن ذلك افتتاح المزيد من الكليات التقنية ومعاهد التدريب المهني وتكثيف التخصصات التى تتطلبها برامج التنمية حيث بلغ عدد الوحدات التدريبية الحكومية والأهلية أكثر من (850) وحدة تدريبية تستوعب أكثر من (170.000) متدرب إلى جانب تنفيذ وتوسيع برنامج التدريب الالكتروني والعمل على تطويره وتعميمه باعتباره أسلوباً حديثاً يفتح أفاقاً في التعليم والتدريب تعتمد وسائل الاتصال والمعلوماتية مما ساهم في تحقيق المؤسسة المركز الأول في التعليم الالكتروني على المستوى الوطني كما اختير موقع التعليم الالكتروني التابع للمؤسسة من بين المواقع الفائزة في هذا المجال على المستوى العربي . وأشار إلى انه تم البدء بتنفيذ مراحل خطة طموحة في الفحص المهني الذي يهدف إلى ضبط مستوى الكفاءة المهنية للعمالة الفنية في السوق الوطنية من خلال نظام المؤهلات المهنية مما يحقق جودة وسلامة الأداء في مناشط الانتاج والصيانة لموثوقية وكفاءة اليد العاملة المصرح لها من خلال هذا النظام إضافة إلى فتح مجال أرحب وفرص عمل للأيدي الفنية الوطنية المدربة في منشآت القطاع الخاص لقدرتها التنافسية بالإضافة إلى دعم برامج التدريب التقني والمهني للفتاة وتطويره بالمملكة حيث قامت المؤسسة في هذا المجال بدراسة وتحديد واعتماد (23) تخصصاً تقنياً لتدريب البنات تتناسب مع احتياج سوق العمل النسائي واحترام خصوصية المرأة السعودية الشرعية والاجتماعية أثناء التدريب وفي مجال التوظيف. وألمح إلى انه تم البدء في تنفيذ برنامج لمراجعة كفاية التدريب ووضع آليات للتطوير المستمر إلى جانب التوسع في برامج تطوير المدربين من خلال تنفيذ العديد من برامج الايفاد والابتعاث وعقد الدورات التدريبية للمدربين في داخل المملكة وخارجها وكذلك بناء شراكات إستراتيجية مع مؤسسات التعليم والتدريب العالمية والقطاع الخاص في إدارة وتشغيل الكليات التقنية والمعاهد المهنية وأيضا إيجاد مرونة في الأنظمة واللوائح لاستقطاب الكفايات المتميزة لمن يتم التعاقد معهم من خارج المملكة أو من تتوفر لدية الخبرة الصناعية من السعوديين مع زيادة أيام التحصيل التدريبي في الكليات التقنية والمعاهد المهنية . وبين الدكتور علي بن ناصر الغفيص أن هناك إقبالاً كبيراً من الفتيات السعوديات للانخراط في برامج المؤسسة بحيث أن المؤسسة لاتستطيع أن تقبل إلا 30 في المائة من المتقدمات مشيراً إلى أن المشكلة التي تواجهها المؤسسة هي ندرة الكفاءات التدريبية المتميزة حتى في السوق العالمي وقال: أعتمد من الميزانية قرابة ملياري ريال لإنشاء 30 معهدا عاليا للبنات وكليتين لإعداد المدربات . وأوضح الدكتور الغفيص أن المؤتمر سيركز ضمن برنامجه على محورين جوهريين الأول يتطرق إلى التدريب التقني والمهني من حيث خلق فرص العمل وحل مشكلة البطالة واثر العولمة على التدريب واستراتيجياته بالإضافة إلى الجودة في برامج التدريب والإبداع والابتكار في كما سيتطرق المحور الثاني للأبحاث التقنية والهندسية كتقنية أنظمة القوى والآلات الكهربائية وتقنية الالكترونيات والاتصالات وتقنية المعلومات والحاسب والتقنية الميكانيكية والإنتاجي الصناعي وكذلك تقنية التشييد والإنشاءات المعمارية والكيميائية والبيئية والتقنية والإدارية. وبين أنه سيصاحب المؤتمر معرض يستعرض أبرز برامج التدريب والتوظيف في المملكة إضافة إلى عرض أحدث التقنيات الحديثة في التخصصات الهندسية والمهنية بالإضافة لأبرز مشاريع المتدربين في الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة وبمشاركة من عدد من منشآت القطاع الخاص.