كلما حل موسم حج وبدأت قوافل الحجيج بالتوافد على مكةالمكرمة نرى أبناء مكةالمكرمة بكافة مستوياتهم العمرية والثقافية والاجتماعية يتسابقون للظفر بالمشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام دون النظر إلى العائد المادي اذ إن هدفهم ينصب نحو التشرف بخدمة ضيوف الرحمن والظفر بكلمة طيبة يطلقها حاج محملة بدعوات صادقة . وان كانت علاقتي بضيوف الرحمن ممتدة منذ عقود مضت يوم كنت مشاركا مع والدي (رحمه الله) في خدمة ضيوف الرحمن إبان نظام الطوافة الفردي وظلت تلك العلاقة تترسخ وتزداد مع مرور السنوات ورغم إنشاء مؤسسات الطوافة الأهلية عام 1402ه إلا أن العلاقة بالحجاج لازالت كما هي متواصلة وأخذت في التزايد عاماً تلو آخر اذ إن الحجاج وان اختلفت نظم وإجراءات خدماتهم إلا أن علاقاتهم وارتباطاتهم بأي شخص في مكةالمكرمة تظل قائمة ولا يمكن أن يمحوها مع الأيام والسنين بل يحرصون على استمراريتها من خلال زيارتهم لمكةالمكرمة أو زيارة أقاربهم أو أصدقائهم سواء لأداء فريضة الحج أو العمرة وعادة ما يكون هدفهم التواصل معه واستمرارية هذا التواصل . وخلال موسم حج هذا العام التقيت بأعضاء الوفد الإعلامي التركي كما هي عادتي معهم حيث يحرص الإعلاميون الأتراك على الاتصال بي وزيارتي كل عام . وخلال لقائي بهم هذا العام كان الحديث يدور حول الطوافة وتطورها وانصب هدف الإعلاميين الاتراك حول الطوافة وطالبوا بالتعرف على هذه المهنة العريقة الممتدة منذ قرون عدة مضت . وأمام تساؤلاتهم لم أجد من مخرج مقنع ومستند قانوني للإجابة على أسئلتهم سوى (مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا) على اعتبار أنها قد أوجدت متحفاً يحكي قصة تاريخ الطوافة واستطاعت أن تحفظ تاريخ هذه المهنة من خلال معرض (الطوافة) الدائم بمقرها الرئيسي وهو ما يؤكد على أن المؤسسة وان كانت حريصة على مطوفيها فإنها حريصة على تاريخ مهنة المطوفين . ورغم عدم انتمائي لهذه المؤسسة إلا أنني وجدت في طلبي بزيارة الوفد الإعلامي التركي للمتحف كل ترحيب من قبل رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عدنان كاتب الذي لم يبخل في تلبية الطلب وتوجيهه بتوفير كافة الإمكانيات ليقوم أعضاء الوفد بزيارتهم . وللحقيقة نقول إن هذه المؤسسة استطاعت أن تحفظ للمطوفين تاريخ مهنتهم وفي الوقت نفسه تشرفهم أمام الآخرين فلو لم تعمل هذه المؤسسة على إقامة مثل هذا المتحف فكيف لكل من سأل عن تاريخ الطوافة والمطوفين أن يجد جواباً علمياً مقنعاً؟. ونقول إن هذه المؤسسة وان كانت قد أوجدت لمطوفيها مقراً ثابتاً يشكل علماً من أعلام مكةالمكرمة البارزة فإنها قد شرفت المطوفين بكافة المؤسسات بأن أوجدت لهم متحفا يؤرخ لمهنتهم إضافة إلى مكتبة (أرباب الطوائف) والتي تخصصت في جمع الكتب والمخطوطات لتاريخ (المطوفين الوكلاء الادلاء الزمازمة) فتحية تقدير واحترام لهذه المؤسسة ورئيسها الأستاذ المربي عدنان كاتب وأعضاء مجلس الإدارة الذين عملوا بصمت وأخرجوا للمطوفين متحفا لا يقدر بمال . وتحية تقدير لأخي الأستاذ خالد سابق الذي فتح قلبه لكل سؤال طرح وحرص على أن يحظى الإعلاميون الأتراك بكرم الضيافة المعبر عن أصالة أبناء مكةالمكرمة .