الموت حق.. والنفس تحزن.. والمسلمون فرحون بعيدهم الأكبر.. والحجاج مهللون ومكبرون بما افاء الله عليهم من مغفرة ورحمة تشملهم ليزدلفوا الى مزدلفة مغفوراً لهم.. واذ بالنبأ ينعى الى مسامعي وفاة المطوف/ عبداللطيف بن علي صبغة.. الذي فارق الحياة وانتقل الى الدار الآخرة في مساء يوم عيد الاضحى المبارك لعام 1429ه المطوف الذي أكرمه الله بهذه الميتة ولا نزكيه على الله.. المطوف الذي عانى من المرض محتسباً، فأكرمه الله لحسن معشره بابتسامته وحلاوة كلامه ودوام ذكر الله على لسانه.. عرفته وزاملته حين كنت اعمل بالمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية وكنا ننزل معاً من مكةالمكرمة صباحاً للعمل ونعود اليها حماها الله بعد انتهاء الدوام عصراً.. وكان يزاملنا صديقنا محمد كابلي واخوه فؤاد كابلي.. وكم كانت لتلك الرحلة اليومية ذكريات يومية جميلة لا تنسى.. وعندما شاركت في مجلس ادارة المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي اورويا وامريكا واستراليا كنت التقي به بين الحين والآخر ليقدم لي مقترحاً لخدمات الحجاج او نصيحة تتعلق بالارتقاء بالخدمات.. وتارة أخرى اثناء زيارته للمؤسسة لاستلام مستحقات عوائده عن خدمات الحجاج.. وتمضي الايام لتؤكد لي معدن الانسان في طيبته وحب الخير.. وادلل على ذلك حين هاتفني ذات مرة قائلاً ان بعض مطوفي المؤسسة اتصلوا به.. بحكم معرفتهم بزمالته لي طالبين منه التوسط لسرعة الصرف للمطوفين.. ومبيناً ان السعي في ذلك لا يحمل الزاماً بل رجاءً اخوياً ومساعدة للناس وفك ضوائقهم المادية.. وخاصة ان شهر رمضان على الأبواب وفيه تفريج للكرب والمساعدة لمواجهة مصاريف ومتطلبات حاجات الشهر الكريم.. وكان ذلك الموقف الانساني الذي يسألني عنه قد وردني منه بعد ادائه صلاة الفجر من يوم الجمعة.. ليؤكد به بعد علاقة هذا الانسان بربه.. اذكر هذه القصة ليرى الانسان كيف ان حب الخير في ذلك يعني معدن الذات الانسانية بما يجعلها دائمة التعلق بالله سبحانه وتعالى وموصولة بحب الخير.. ومجبولة عليه حتى ولو كان ذلك الاتصال مستغرباً في صبيحة فجر يوم الجمعة.. ويعني مدى الشفقة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف لمعاني الاخوة السامية والنبيلة تجاه اخواننا. انا اسرد للمطوف عبداللطيف صبغة رحمه الله بذلك موقفاً واحداً.. وربما في داخلي مواقف اخرى لا يتسع ذكرها الآن.. سائلاً الله ان يرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جنانه.. وينزله منازل الأبرار.. ويجعل خاتمته السعيدة رحمة ومغفرة برضوان الله تعالى ،، انه سميع مجيب.