تذكرت هذه المقولة وأنا وغيري نسمع ونقرأ ما يقوم به ملاك العقارات السكنية في أحياء مكةالمكرمة مثل الرصيفة والشوقية والزاهر وهلم جرا ..من تفنن في مضايقات مستأجري الشقق في عمائرهم من أجل اخراجهم حتى قبل انقضاء فترة الايجار المقررة والموثقة بينهم وبين مستأجري أملاكهم ..وذلك من أجل تأجيرها كسكن للحجاج ..بعد ظاهرة اضطرار الكثير من هؤلاء الحجاج بالسكن خارج نطاق المنطقة المركزية حول الحرم نظراً لارتفاع قيمة الايجارات هناك عقب توسعة الساحات المحيطة بالحرم الشريف . والواقع أن ما يحدث أمر مذهل ورهيب ..فمن صاحب عمارة يذهب إلى حد خلط ماء الشرب بالصرف الصحي من أجل اخراج سكان عمارته رغم أن عقودهم تنتهي في الثلاثين من شهر ذي الحجة الحالي ..واخر يقطع الكهرباء مرة والماء أخرى على سكان عمارتهم ..وثالث يشعر السكان بأن إيجار شققهم ستتضاعف بنسبة 50% اعتباراً من العام القادم وإلا فعليهم الإخلاء. كل هذا طمعاً وجشعاً وحباً للمال ..بعيداً عن الرحمة والتكافل الاجتماعي خاصة ونحن أمة مسلمة يحثنا ديننا الحنيف على المساعدة والتكافل والعطف والرحمة بيننا جميعاً. ولعلني هنا أضرب مثلاً لمواطن قنوع عفيف ..يعرف معنى الأخوة الاسلامية ويحس بإحساس الآخرين ..وأن الرحمة فوق العدل ..إنه المواطن محمد بن عبدالعزيز مدنى الذي أستأجر (فيلته) في حي الاسكان، منذ أكثر من سبعة أعوام عندما غادرت من الملك إلى الإيجار لظروف يعلمها الكثير ..وهو رجل لا أعرفه في الأساس ..ولم أسمع صوته يوماً يطلب الايجار وهذا من حقه أن يسعى للزيادة..بل هو حتى لا يعرف محتويات (فيلته) فقد تملكها في أول عام أستأجرتها فيه ..وعندما تم السماح ببناء دور ثانٍ في حي الإسكان اتصل بي ..تصوروا ..يستسمحني في أن يرفع دوراً ثانياً كالاخرين مع اعطاء الحق السكني في هذا الدور أو تأجيره عن طريقي وبالأسلوب الذي أراه ..تخيلوا !. وعندما لاحظ امتعاضي من هذه الخطوة خوفاً من الإزعاج الذي تسببه لنا هذه الخطوة تراجع بكل قناعة الإنسان الذي يراعي ظروف اخوانه المسلمين وقال لي اعتبر هذا ملكك تصرف فيه كيف تشاء ... وأبعد من هذا عاتبته يوماً لماذا لم أسمع صوتك إلا نادراً؟ فكان رده أنه يتحاشى ذلك (حتى لا تفسره بأمر آخر)!. ضربت هذا المثل الأنموذج والحي لأولئك الذين يسعون إلى جمع المال حتى ولو على أجساد اخوانهم الضعفاء ورقيقي الحال وأصحاب الدخول المحدودة وفي الوقت الذي أحييه وأحيي أمثاله من الرحماء فإني أطالب الدولة بتدخل حازم وفعال ، ووضع نظام واضح لعلاقة المالك مع المستأجر ..وعدم ترك الحبل على الغارب لأمثال هؤلاء الملاك الذين لا يهمهم غير المال ..والمال وحده ..وحسبنا الله ونعم الوكيل. للفاهمين فقط: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) الآية. فهل يفهمون؟!.