يتقبل أهل مكة عن طيب نفس ما يحصل في موسم الحج من ازدحام ..فهو ازدحام ..من حجاج بيت الله الحرام ..و(الحج) موسم خيرات ..ينتظره المكيون بشغف وشوق ، ليقوموا بواجباتهم، وليحظوا بشرف خدمة (وفد الله) ..الذين جاؤوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معدودات.. فازدحام شوارع (البلد الأمين) في موسم الحج، ازدحام مألوف ، ومعروف..وهو ازدحام تحفه الرحمات ..ويزخر بالدعوات.. لكن الأمر غير المقبول ، وغير المنطقي أن نضيق على الحجاج وعلى أبناء (أم القرى) والمقيمين فيها بتنفيذ (مشروعات) تأكل الشوارع، وتعطل المصالح، وتضيق على الناس..وتعرقل الحركة المرورية والبشرية..كل ذلك تقوم به الشركات المتعهدة وتفعله بقصد أو بغير قصد مع قدوم ضيوف الرحمن ..فنفقد أهم ما نسعى إليه من توفير اليسر والسهولة والأمان..!!. والغريب أن بعض الشوارع التي تتعرض للحفريات، وتئن من التقشير والتفتيت وقسوة الضربات..سبق أن عانت من ذلك ولأكثر من مرة خلال ما لا يزيد عن بضعة أشهر ..وربما يأتيها المزيد في قادم الأيام!! أعانها وأعاننا الله.. نحن لا ننكر الجهود التي تبذل لتأمين مختلف الخدمات للمواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام ..لكن الأمر يحتاج إلى التخطيط ، وإلى مراعاة مختلف الظروف ، وإلى وضع سلم للأولويات، وأن ندرك أن للضرورات أحكاماً. ولقد عهدنا في سنوات سابقة إيقاف المشروعات التي تعرقل حركة الحياة، مع قدوم موسم الحج..احتراماً للمكان والزمان والإنسان..وتقديراً لواقع المدينة وما يحدث فيها من ازدحام .. بما يحقق الهدف في توفير اليسر والسكينة لحجاج بيت الله الحرام..لكننا وللأسف نجد مع موسم الحج لهذه السنة أن حراك المشروعات يزداد ومعاناة الجميع تزداد ..والخروج إلى أقرب مكان يحتاج إلى وقت طويل وكثير من الجهاد ..وما لنا إلا أن نشكو همنا إلى رب العباد. للفاهمين فقط: تراه يتصدر المناسبات ..ويتحدث في كل الأمور ..وكأنه العارف الوحيد ..وهو في الواقع لايعرف (كوعه من بوعه) ..وسلمولي على صوعه .!!.