استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس في آسيا لتبقى دون مستوى 55 دولارا للبرميل في إطار تراجع أوسع للأسواق بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي ليقترب سعر الخام من أدنى مستوى له في 22 شهرا. وصعد الخام الأميركي في التعاملات الآسيوية في سوق سنغافورة 19 سنتا ليصل إلى 54.58 دولارا للبرميل عما أغلق عليه السعر ب54.39 في بورصة نايمكس في نيويورك ليلة أمس الأول. وأذكت الشكوك التي تحيط بمصير المحادثات في أميركا بشأن مساعدة جنرال موتورز وغيرها من صناع السيارات الأميركية المخاوف التي هوت بالأسهم الأميركية. وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف أثناء تعاملات بورصة نايمكس تسليم ديسمبر إلى 54.13 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوى منذ يناير عام 2007. وفي لندن هوى سعر عقود مزيج النفط الخام برنت عند التسوية أمس 47 سنتا إلى 51.84 دولارا للبرميل. وتتعرض سوق النفط لضغوط من جراء ظهور مزيد من المؤشرات على ركود عالمي حاد، وكان آخرها سقوط اليابان في وهدة الركود لأول مرة منذ سبع سنوات. وقال مسؤول في مؤسسة إم إف غلوبال إن العقود الآجلة للنفط تتحرك هبوطا مع وول ستريت والعوامل الأساسية للسوق متقلبة جدا. من جهة أخرى أشار مصدر مقرب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى إمكانية اتخاذ قرار بخفض الإنتاج في الاجتماع الاستثنائي أواخر نوفمبر الجاري بالعاصمة المصرية. غير أن رئيس المنظمة شكيب خليل ذكر الأحد الماضي أن اجتماع القاهرة سيكون تشاوريا لصياغة توصيات لاجتماع أوبك المقرر عقده بمدينة وهران الجزائرية يوم 17 ديسمبر المقبل. ويأتي التراجع في أسعار النفط بعد امتداد الأزمة المالية للاقتصاد الحقيقي، وتراجع استهلاك الوقود بالدول الكبرى المستهلكة مثل الولاياتالمتحدة. وأعلن مؤخرا عن دخول اليابان ثاني أكبر اقتصاد عالمي مرحلة الركود. وتراجع سعر النفط بنسبة 63% منذ تسجيله لسعره القياسي بأكثر من 147 دولار للبرميل في منتصف يوليو الماضي.