أعجب من البعض الذين وضعوا اللوم على جهاز المرور فيما يخص الاختناقات المرورية الشديدة التي شهدتها شوارع وحواري وأزقة مكةالمكرمة خلال موسم العمرة وشهر رمضان المبارك.. وهو لوم ليس في محله على الاطلاق.. فبالاضافة الى الاعداد الكبيرة من المعتمرين التي وفدت الى بلد الله الحرام هناك ايضاً أعداد مماثلة وفدت من شتى أنحاء المملكة.. نظراً لتزامن الاجازة المدرسية هذا العام مع شهر رمضان المبارك. والواقع والمنطق يدعونا لأن نشكر ونقدر ما بذله جهاز المرور من جهود تفوق كثيراً طاقاتهم وامكاناتهم.. حيث تمكنوا من تحقيق الكثير من النجاحات وسط امكانات شوارع مكةالمكرمة المحدودة.. والتي لم تشهد أي توسعة تذكر منذ اربعين عاماً.. وافتقارها ايضاً الى الجسور والأنفاق والمواقف المتعددة الادوار.. التي تستطيع ان تستوعب الأعداد المتزايدة من الزوار والحجاج وضيوف بيت الله الحرام.. اضافة الى عدم اكتمال الخطوط الدائرية وبقائها على حالها منذ خمسة وعشرين عاماً.. ولعلي هنا أتذكر ما قاله لي سعادة الصديق الفريق محمد بن رجا الحربي مساعد مدير الأمن العام الأسبق أنه لو اكتملت هذه الخطوط او اثنين منها على الأقل فلن تروا جندي المرور الا في نقاط معينة للاشراف فقط على عملية السير ليس إلا..!. وطبعاً مسؤولية الخطوط الدائرية والأنفاق والجسور وتوسعة الشوارع هي مسؤولية أمانة العاصمة المقدسة ووزارة النقل.. والذي نشاهده من سنين طويلة.. من أمانة العاصمة بالذات هو الزفلتة والرصف واعادة الزفلتة والرصف وهكذا دواليك. من هنا فإنني أشكر وأقدم الشكر والتقدير لجهاز المرور.. واللوم والعتب على امانة العاصمة المقدسة ووزارة النقل . والله المستعان. للفاهمين فقط: قبل فترة وزير المياه والكهرباء تحدى إن كانت هناك أزمة مياه في مكة والطائف وجدة ومنطقة عسير.. تذكرت لحظتها قول الشاعر: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها وسلم عليهم..