لقي 11 شخصا مصرعهم في اشتباكات بين مليشيات مسلحة ومتمردين بإقليم دارفور غربي السودان, في وقت اعتبر فيه وزراء العدل العرب طلب المدعي العام للجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر حسن البشير بأنه “غير قانوني”. وقال زعيم جبهة المقاومة المتحدة بحر إدريس أبو جردة إن مقاتلين من جيش تحرير السودان ومن جبهته تعرضوا لهجوم من مليشيا الجنجويد خلال مرورهم بأرض مكشوفة شرقي بلدة المهاجرية. وأضاف أبو جردة أن جماعته فقدت أحد كبار القادة الميدانيين, فيما قتل عشرة من الجنجويد. واتهم المتمردون الحكومة بدعم المليشيات قائلين إنها ترغب في “نشر الفوضى” بالإقليم. بدورها أكدت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المسماة يوناميد وقوع الاشتباكات, غير أنها قالت إنه لم يتضح بعد الأطراف التي تقاتلت. وكانت المهاجرية شهدت مقتل 45 شخصا في هجوم في أكتوبر من العام الماضي. وقد نفت الخرطوم الاتهامات بضلوعها في الهجوم. وجاء هذا التطور الميداني, بينما رفض وزراء العدل العرب مذكرة توقيف الرئيس عمر حسن البشير بتهمة الإبادة بدارفور، والصادرة عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو. وقال الوزراء في بيان إن الرئيس السوداني يتمتع بحصانة، وإن النظر في أي اتهامات له “يجب أن يتم وفقا للتشريعات الوطنية” معتبرين أن إصدار المذكرة “لا يستند إلى أسس قانونية أو أسباب واقعية تبرر هذا الطلب”. كما اعتبروا في اجتماع استثنائي عقدوه الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أن طلب إلقاء القبض على البشير يمثل “محاولات لتسييس مبادئ العدالة الدولية”. وخلال نفس جلسة الافتتاح قال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي حسين ناصر الحريتي الذي يرأس مجلس وزراء العدل العرب، إن هدف الاجتماع “اتخاذ موقف قانوني عربي موحد” إزاء مذكرة الجنائية. بدوره طالب وزير العدل السوداني في كلمته بضرورة تقديم طلب قوي وواضح أمام مجلس الأمن الدولي “لتصحيح الأوضاع وتجاوز مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية”. واعتبر عبد الباسط سبدرات أن تحرك أوكامبو “لا يقوض فقط آمال السلام وإنما ينتهك بصورة سافرة التوافق بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي”. وجاءت تلك التصريحات والتطورات، بينما التقى الرئيس السوداني في الخرطوم بأعضاء لجنة المبادرة القطرية الخاصة بتسوية الصراع في إقليم دارفور. وأطلع وفد اللجنة برئاسة وزير الدولة بالخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود الرئيس البشير على نتائج جولته بولايات الإقليم الثلاث، والتي شرح خلالها لعدد من المسؤولين الحكوميين والشعبيين أبعاد المبادرة المقترحة. وصرح المسؤول القطري بأن الرئيس السوداني عبر عن دعمه الكامل للمبادرة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها. وحول تقييمه لزيارة الوفد لولايات دارفور، قال آل محمود “إن النتائج طيبة” حيث التقى ولاة دارفور وزار معسكرات النازحين واستمع للمواطنين، مؤكدا أنهم وجدوا أرضية طيبة للتحرك. وأضاف أن زيارته الحالية ستتبعها زيارات أخرى بهدف الاستماع إلى قطاعات كبيرة من المجتمع وخاصة أبناء دارفور. وأضاف أن خطة تحرك اللجنة تتضمن الاتصال مع دول الجوار السوداني ومع الحركات المسلحة.