احتضنت القاعة الثقافية في مقر نادي حائل الأدبي مؤخراً القاص عاشق الهذال وأدارها مبارك بن عبد العزيز الرباح ضمن سلسلة استضافت أدباء ومثقفي منطقة حائل في المقهى الرمضاني بالنادي. وقدم الهذال كلمة عن سيرته الشخصية وكيف أنه فقد إحدى عينيه واصيب بالكساح وعولج بكرشة خروف حارة ووضع في دراجة تسمى “الكركع”. وتناول حياته التعليمية مابين الكتاتيب والمدارس ثم عمله كمعلم إلى أن عاد إلى حائل بعد خمسة عشر عاماً أمضاها في الحجاز، ملمحاً أن بدايته مع القصص كانت بشرائه القصص المصرية من مكتبة في مكةالمكرمة. وأضاف أن أول مانشر له كان في جريدة البلاد عام 1376ه ليؤلف كتاب (مختارات من الشعر النبطي المعاصر)ثم كتاب (العصامي قصص وحكايات من البيئة)ثم (عرس في مستشفى)وبعد فترة كتب (دلال الحمير) ثم (الكلب والحضارة) ثم (الفرسان والفارس)وأخيرا (جبة)متناولا مسيرة الثقافة في حائل وواقعها ودوره في تأسيس فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل الذي أصبح مديراً له منذ عام 1414 وحتى 1419ه. بعدها بدأت المداخلات التي أولها كانت للقاص عضو مجلس إدارة أدبي حائل سعود الجراد الذي قال إن قصص الضيف كأنها تصوير للواقع، ليؤكد الهذال أن الكاتب لابد أن تكون كتابته جزءاً منه، وأن البيئة معطية والناحية الاجتماعية تجاه المجتمع توقف الكاتب عن الإبداع، وأضاف: حينما أكتب عن البيئة فأنا أصورها فتنعدم الفنيات لأني أحاول أن تكون الصورة كاملة، ملمحاً أن مفاهيم القصة الحديثة لو طبقت على قصصه لبدت ضعيفة لأن نهجه واقعي بعيد عن الرمزية. وفي سؤال للإعلامي خضير الشريهي عن حال فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل حين كان الضيف يرأسها، فأكد الضيف أنه استقال عندما أيقن أنه لا يستطيع أن يقدم أكثر مما قدم، مشيرا إلى صعوبة ما مر بالفرع مع قلة المخصصات حتى أنه استضاف أحد ضيوف الفرع في منزله رغم أن المجتمع كان يطالبه بشيء أكثر من المقدم، ومتناولا النقد اللاذع لعمل الذين قدموا في الجمعية حتى وصل النقد لمنابر المساجد مؤكدا على أن أحد خطباء الجمعة خصص خطبة كاملة لنقد الجمعية. وامتدح رئيس النادي محمد الحمد فترة عمل الأستاذ عاشق الهذال رئيساً لفرع الجمعية وأنها خطت خطوات بالحركة الثقافية في المنطقة، متسائلا عن آخر كتاباته، فأكد الضيف أنه الآن يكتب عن حائل كتاريخ ومجتمع، ملمحاً إلى ندرة المراجع التي تتحدث عن تاريخ نجد في الفترة الماضية معللاً ذلك بعدم وجود المدارس مضيفاً أن التاريخ العربي مليء بالمتناقضات والأوربيون أشجع عند كتابة التاريخ. وتساءل سعود الشغدلي عن رسالة الأدب ومسئولية النادي فرد الهذال أن الادب للحياة هو الأهم واضاف: النادي الأدبي يعمل بخطوات متزنة بما يستطيع لكن يجب ألا تمر الأيام بلا عمل أو إنتاج، وعلى القائمين على النادي أن يتحملوا ما يقال ولا يهمهم فالحياة لا تتوقف. وحول سيرته الذاتية وهل سيكتبها سأل عمر الفوزان فاعترف الضيف أنه تراجع عن ذلك بعد أن أشار عليه أحد أصحابه بذلك، موضحا أن الرعيل الأول ممن كتبوا القصة في حائل منهم من استمر ومنهم من توقف في رده لمداخلة مبارك الرباح. بعدها سلم رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الحمد درعاً للقاص الأستاذ عاشق الهذال تكريماً له.