نظراً لشدة حاجة الناس من العامة والخاصة في تبصيرهم بأحكام الصيام التي قد تخفى على بعض الصائمين أحببت ان اذكر بأن الصوم واجب في رمضان على كل مسلم مُكلَّف من الرجال والنساء ويستحب لمن بلغ سبعاً فأكثر وأطاقه أن يصومه ويتطلب على ولي أمره أن يربيه على ذلك. وتوجد فئة لا يجب عليها الصوم وهي المجنون وفاقد العقل والصبي ، والصبية قبل البلوغ ، والحائض والنفساء والمريض والمسافر ، أما الحائض والنفساء فيجب عليهما الصوم ولكن لا يجوز لهما الصوم في رمضان وغيره حال الحيض والنفاس. وعليهما القضاء لما أفطرا من أيام رمضان. أما المريض والمسافر فيجوز لهما الصوم والفطر في رمضان ، والفطر أفضل ، وعليهما القضاء إذا أفطر في رمضان.وإذا كان المريض لا يرجى برؤه بشهادة الاطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا وهو نصف صاع من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد ولا صوم عليهما ولا قضاء ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره أو في اثنائه لفقير واحد أو أكثر وهكذا حال الحامل والمرضع اذا شق عليهما الصيام تفطران وعليهما القضاء كالمريض والمسافر.ومن ترك الصيام لاختلال شعوره فإنه لا قضاء عليه لان التكاليف الشرعية قد رفعت عنه في الفترة التي فقد الشعور فيها فهو في حكم المجنون لا تكليف عليه. وان ترك الصوم بسبب المرض فعليه القضاء بعد الشفاء مباشرة لانه لا يعرف ماذا يعرض له.وإن مات في مرضه لا يقضى عنه كما لا يجوز ان يصوم عنه أحد في حياته وإذا بلغ الصبي اثناء النهار وهو صائم كان أول النهار نفلاً وآخره فريضة ، ويثبت دخول الشهر وخروجه بشاهدي عدل فأكثر ويثبت دخوله بشاهد واحد عدل في أصح قولي العلماء لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا) فالهلال اذا رآه عدل في الدخول وجب الصيام به أما الخروج فلابد من شاهدي عدل وهكذا بقية الشهور ومن رأى الهلال وحده في الدخول والخروج ولم يعمل بشهادته فإنه يصوم مع الناس ويفطر مع الناس ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال العلماء وذهب بعض أهل العلم انه يصوم وحده عملاً بقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وتعتبر الرؤية بالعين المجردة لا بالحساب أو الآلات للحديث (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ،فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) . والله أعلم وأحكم وبالله التوفيق.مستشار شرعي وباحث إعلامي عضو الجمعية الفقهية السعودية