عبر الرئيسان التركي عبد الله غل والأرمني سيرج سركيسيان في ختام زيارة تاريخية قام بها غل لأرمينيا عن رغبتها في إزالة العقبات التي تحول دون قيام علاقات طبيعية بين البلدين الجارين. وقال غل في مؤتمر صحفي إثر عودته لأنقرة بعد أن التقى نظيره الأرمني في بريفان وحضر مباراة بين فريقي البلدين بكرة القدم، “أعتقد أن زيارتي كانت مثمرة وتحمل الأمل للمستقبل”.وأضاف “يسعدني أننا متفقون مع الجانب الأرمني على ضرورة إجراء حوار لإزالة العقبات تمهيدا لتحسين العلاقات الثنائية”. وفي مبادرة منه لتحسين الأجواء الملبدة بالخلافات التاريخية، دعا الرئيس التركي نظيره الأرمني لحضور مباراة الذهاب في كرة القدم ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم عام 2010، وهو ما قبله الرئيس الأرمني. ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن سركسيان بعد اختتام لقائه مع غل قوله إن البلدين “سيحلان مشاكلهما ولن يتركاها للأجيال القادمة”. وفي إشارة إلى حدوث تقدم بالزيارة، أبلغ الرئيس التركي الصحفيين العائدين معه على الطائرة التي أقلته لأنقرة، أنه ترك خلفه وزير خارجيته علي باباجان للعمل مع نظيره الأرميني للتوصل إلى إطار عمل لنتائج لقاء الرئيسين. وكان الرئيس التركي -الذي بادر بأول زيارة لأرمينيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991- واجه مظاهرات معارضة لزيارته لدى وصوله السبت المطار في بريفان ولدى حضوره المباراة بين فريقي أرمينيا وتركيا. وشكل عدة مئات من المتظاهرين في هدوء سلسلة بشرية على مشارف المطار ورفعوا أعلاما أرمينية وأخرى حمراء تحمل شعار الحزب القومي. وكتب على لافتات رفعها المحتجون باللغات الأرمينية والتركية والإنجليزية “اعترفوا بالإبادة وافتحوا الحدود بلا شروط”. ووسط إجراءات أمنية مشددة رافقت موكب غل، اصطف الآلاف من المحتجين على الزيارة على طول الطريق المؤدي إلى ملعب كرة القدم منوهين من خلال لافتاتهم بما أسموه مجازر الدولة العثمانية ضد الأرمن بين عامي 1915 و1917.