عندما يحل شهر رمضان ويشعر الناس بالنشوة والنشاط استعداداً لاستقباله وتتجه الأفكار لأمور دينية مرتبطة بروحانيته ومكانته ويحل موعد اغداق الأموال بدافع الصدقة التي تزكي النفوس مما علق بها من الذنوب والخطايا يرافق ذلك ظاهرة سلبية اعتدناها منذ عدة سنوات فتجد الأعداد الكبيرة من النساء والرجال والأطفال ذوي الملابس البالية والعيون الغائرة ارتسمت على ملامحهم الشيخوخة المبكرة معلنين تواجدهم على مدار الساعة أمام المساجد وأبواب التجار والجمعيات الخيرية والمحلات التجارية لا يحد من نشاطهم لهيب الشمس الحارقة ولا العناء الذي يتكبدونه للخروج بالفتات من المبالغ المالية الزهيدة التي تعطى لهم والتي تكاد لا تكفي سد الاحتياج في ظل غلاء المعيشة العالمي لتعطي اشارة أن تلك التصرفات دلالة واضحة على أن هنالك فقر وحاجة مازالت قائمة في المجمتع ، وقد يكون خلال ذلك من خلال طغيان الطمع والجشع وتأصله في النفوس الدنيئة التي أراقت ماء الوجه من أجل المادة وفي نفس الاتجاه يقف خلف الكواليس مجموعات من عصابات التسول التي حاكت خيوطها ووضعت خططها وقامت بتوزيع الأدوار والمهام بين أتباعها في منظر يثير الشفقة والعطف على حالتهم المصطنعة التي يرثى لها. (الندوة) استطلعت آراء المسؤولين والمواطنين تجاه الظاهرة التي حرفت الصورة وقدمتها في قالب مشوه لدى الآخرين حيث ذكر المواطن حمود مشاري أن هنالك واجباً اضافياً يقع على عاتق الجمعيات الخيرية ويتمثل في ايجاد أماكن لائقة تحتضن المتواجدين على الأرصفة المجاورة لها ودراسة حالتهم وتقديم المساعدة لهم في حالة ثبوت مصداقيتهم مشيراً إلى أن معظمهم من الوافدين المتخلفين والمخالفين لنظام الاقامة والعمل خصوصاً النساء مما يلزم تكثيف تواجد دوريات الجوازات والتعامل معهم وفق الانظمة. ظاهرة دخيلة من جانبه أشار المواطن عادل محمد إلى أن ظاهرة التسول دخيلة على مجتمعنا الذي يتميز أفراده بالحياء ولو كان بأحد منهم خصاصة فإنه لا يمد يده لأحد حفاظاً على الكرامة الانسانية ولا يعقل أن يكون هنالك محتاج رغم الجهود المبذولة من قبل مكاتب الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية مطالباً بالمحافظة على سرية المتعاملين معها مضيفاً إلى أن الأفراد الذين اتخذوا من هذه الطريقة منهاجاً حتى تأصلت من نفوسهم من أجل الربح المادي يجب محاكمتهم قانونياً وتعريضهم للعقوبات الصارمة والتشهير بهم في و سائل الاعلام المختلفة. نشر الوعي وأكد المواطن مبارك الجودي أن طيبة أخلاق أبناء المجتمع السعودي وانسانيتهم تملي عليهم حب عمل الخير مما جعل هذه الظاهرة تأخذ في الانتشار ويكثر منتهجوها الذين جعلوا المادة فوق كل اعتبار سالكين العديد من الطرق منها على سبيل المثال ادعاء تعرضهم لحوادث مرورية تسببت لهم في اعاقات مستديمة ووفيات من أقاربهم مطالباً بنشر الوعي بين المواطنين عن هذه الفئات وايداع صدقاتهم لدى الجمعيات الخيرية. التسول في الإشارات (الندوة) اتصلت بمدير مكتب مكافحة التسول بمحافظة الطائف جبر الجعيد الذي أكد أنه تم القضاء تماماً على ظاهرة التسول عند الاشارات أما ما يتعلق بالمساجد فإنه قد تم اصدار تعميم لوزارة الأوقاف ينص على مطالبة أئمة المساجد بابلاغ الجهات الأمنية عن الحالات التي يواجهونها مشيراً إلى نزوح الكثير منهم جراء تضييق الخناق عليهم إلى القرى والهجر المجاورة الواقعة خارج مسؤوليات المكتب مشيراً إلى أن المتواجدين على الأرصفة بجوار الجمعيات الخيرية ينتظرون الصدقات التي يأتي بها المواطنون المتمثلة في الملابس المستخدمة والتي تباع بعد ذلك في حراج المسترجعات مضيفاً إلى أن غالبية من يتم القبض عليهم الأجانب خصوصاً النساء الافريقيات اللاتي يرتدين العباءات إيحاء للناس بأنهن من بنات المجتمع.